Fawaid al-Mustakhrajat min Khalil Musnad Abi Awana
فوائد المستخرجات من خلال مسند أبي عوانة
Noocyada
تعريف السنة:
السنة في اللغة: هي الطريقة والسيرة، سواء أكانت محمودة أم مذمومة، وقد ورد استعمالها في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي بهذا المعنى (^١).
ففي القرآن يقول تعالى: ﴿قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ﴾ [الأنفال: ٣٨].
ويقول تعالى: ﴿سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا﴾
[الإسراء: ٧٧].
وفي الحديث يقول ﷺ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ»؟ (^٢).
وأما تعريف السنة عند الفقهاء: فهو ما ثبت عن النبي ﷺ من غير وجوبٍ. فهي أحدُ الأحكام التكليفية الخمسة: الواجب، والحرام، والسنة، والمكروه، والمباح. وقد يستعملونها في مقابل البدعة فيقولون: طلاقُ السنة كذا، وطلاق البدعة كذا.
أما تعريف السنة عند الأصوليين فهو: ما يُثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه.
وعند المحدثين: ما أُثِرَ عن النبي ﷺ من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفةٍ، أو سِيرة. وهي بهذا المعنى مرادفة للحديث النبوي عند أكثرهم (^٣).
_________
(^١) "لسان العرب" مادة: سنن. " تيسير الوصول إلى قواعد الأصول" للإمام عبد المؤمن بن عبد الحقّ (ص ٢٧)، "الإبهاج في شرح المنهاج" لتقي الدين وابنه تاج الدين السبكي (٢/ ٢٦٣)، "مذكرة أصول الفقه" للشيخ الأمين الشنقيطي ص (١١٣)، " تاريخ التشريع الإسلامي" مناع القطان ص (٧١).
(^٢) البخاري في أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل (٣٤٥٦) و(٧٣٢٠)، ومسلم في العلم، باب: اتِّباع سنن اليهود والنصارى (٢٦٦٩)، وأحمد (١١٨٨٠) من حديث أبي سعيد الخدري.
(^٣) انظر " البحر المحيط في أصول الفقه" للزركشي (٣/ ٢٣٦) و"شرح الكوكب المنير" للفتوحي (٢/ ١٦٠) ... و"الإبهاج شرح المنهاج" للسبكي (٢/ ٢٦٣)، و"تاريخ التشريع الإسلامي" (٧٢).
1 / 14