Fawaid
فوائد أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري - مخطوط
Noocyada
189 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عمي، ثنا حيوة، ثنا عقيل، عن ابن شهاب، ثنا عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه فاخلاه فقال يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة فقال: المسور دعنا من هذا، وأحسن فيما قدمنا له، قال معاوية: لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي تعيب علي، قال المسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له، فقال معاوية لا بريء من الذنب فهل تعد يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة فان الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب (1)، فقال معاوية: فانا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم يغفرها الله عز وجل؟ قال مسور: نعم، قال معاوية: فما يجعلك أحق ان ترجو المغفرة مني فوالله لما آلي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير من أمرين بين الله وبين غيره إلا اخترت أمر الله تعالى على ما سواه وإني لعلى دين يقبل الله فيه العمل ويجزي فيه بالحسنات بالذنوب؛ إلا أن يعفوا الله عز وجل عنها فإني احتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وألي أمورا عظاما لا أحصيها ولا تحصيها من عمل لله عز وجل بها في إقامة الصلوات للمسلمين والجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله عز وجل والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها، فتكفي في ذلك، قال مسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر، قال عروة: فلم يسمع المسور بعد ذلك يذكر معاوية إلا صلى عليه.
Bogga 168