8 - أخبرنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقريء، ثنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين الحسيني، نا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، نا أبو إبراهيم المزني، نا الشافعي، عن مالك، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم أنه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن لي جارية كانت ترعى غنما لي، فجئتها ففقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها، فقالت: أكلها الذئب، فأسفت عليها، وكنت من بني آدم، فلطمت (ق143ب) وجهها، وعلي رقبة أفأعتقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله تبارك وتعالى؟ قالت: في السماء. قال: فمن أنا؟، قالت: أنت رسول الله. فقال: فأعتقها. قال عمر: يا رسول الله أشياء كنا نصنعها في الجاهلية؛ كنا نأتي الكهان؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: فلا تأتوا الكهان قال عمر: وكنا نتطير، فقال: إنما ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم.
قال الشريف أبو القاسم سمعت الطحاوي يقول سمعت المزني يقول: قال الشافعي: مالك بن أنس يسمي هذا الرجل عمر بن الحكم، وإنما هو معاوية بن الحكم، قال أبو جعفر الطحاوي: هو كما قال الشافعي، وقال مالك في هذا الحديث: هذا ابن أسامة، وإنما هلال بن علي، غير إن قائلا قال: هو هلال بن علي بن أسامة، فإن كان ذلك كذلك فإنما نسبه مالك رحمه الله إلى جده. هكذا قال هذا الحديث عن مالك كأن أصحابه لم يختلفوا عليه، وقد وهم في اسم الصحابي كما ذكر الشافعي لأنه معاوية بن الحكم السلمي لا عمر، وقد روى حديثه يحيى بن أبي كثير، عن هلال، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم، على الصواب، وكذلك رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن معاوية بن الحكم، وأما هلال فقد وافق مالك على نسبه سعيد بن أبي هلال، فقال: ثنا هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن سلام، وروى سريج بن عبد الرحمن، عن فليح (ق144أ) بن سليمان عنه، حدثنا قال: فيه حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، وروى عنه ذلك الحديث بعينه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، فقال: حدثنا هلال بن أبي هلال، وروى الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عنه، حدثنا فقال فيه، عن هلال بن أبي ميمونة، وكل هذه الأقوال صحيحة لأن المعافى بن سليمان روى عن فليح بن سليمان، قال: حدثنا هلال بن علي بن أسامة العامري، وهو ابن أبي ميمونة فجمع في هذا القول اختلاف الروايات وبالله التوفيق.
Bogga 10