٦٤- أخبرني أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الحسن الأشعري بحمص، ثنا سليمان -يعني: ابن سلمة الخبائري- حدثني عمر بن صالح البصري، حدثني سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: كان عبد الله بن قيس أبو موسى محاصرًا بعض مدائن أهل الأهواز، وجنه الليل وهو محاصرٌ لهم، فانصرف عنهم، وكتب مملوكٌ لرجلٍ من المسلمين على سهم له إنكم آمنون عن غير مشورةٍ من أحد، رمى بالسهم إلى المدينة، فطلبوا قارئًا يقرأ لهم الكتاب، فقالوا: قد أمنوكم وغدا عليهم عبد الله بن قيس وقد فتحوا أبوابها، قال: فقال: ما لكم فتحتم أبوابكم؟ قالوا: معنا سهمٌ فيه أماننا، قال: ما أمناكم، اغلقوها حتى ندخلها عنوة، قالوا: لا نغلقها أبدًا وقد أمنتمونا، ففحص عن الكتاب من كتبه فوجد مملوكًا كتبه من غير مشورةٍ من أحدٍ، فكتب به إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر: أما سمعت قول رسول الله ﷺ: «المؤمنون تكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتم أدناهم» وأدناكم العبد، قد أمنتموهم.