(4) -[4] حدثنا إسماعيل بن داود بن وردان، ثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس، يعني ابن مخرمة، يقول: سمعت عائشة، رضي الله عنها، تقول: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى. قالت: كانت ليلتي، انقلب، فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه، وبسط طرف إزاره على فراشه، ولم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدا، وأخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا فخرج وأجافه رويدا، وجعلت درعي في رأسي واختمرت، وتقنعت إزاري، وانطلقت في إثره حتى أتى البقيع، فرفع يديه ثلاث مرات حتى أطال القيام، ثم انحرف وانحرفت، ثم أسرع وأسرعت، فهرول وهرولت، وأحضر فأحضرت وسبقته ودخل ودخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: " ما لك يا عائش رابية حشيا "؟ قلت: لا شيء. قال: " لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ".قلت: بأبي وأمي. فأخبرته الخبر. قال: " فأنت السواد الذي رأيته أمامي "؟ قلت: نعم. فلهدني لهدة في صدري فأوجعتني، قال: " أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله "؟ قالت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله. قال: " نعم فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يكن ليدخل وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيت منك، فظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فأمرني أن آتي أهل البقيع وأستغفر لهم ".قالت: وكيف أقول يا رسول الله؟ قال : " قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات، فيرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ".قال أبو محمد: هذا الحديث غريب من حديث ابن جريج لم يجود إسناده أحد غير زيد بن وهب، ورواه حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عبد الله، رجل من قريش، ولم ينسبه، ورواه يوسف بن سعيد مرتين ...... فقال: عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي بكر كذا (5) -[5] حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة، قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني طلحة بن أبي سعيد، أن سعيدا المقبري، حدثه عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من احتبس فرسا في سبيل الله عز وجل إيمانا بالله، وتصديقا بموعود الله كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة ".قال أبو محمد: لا أعلم حدث به عن طلحة بن أبي سعيد الإسكندراني، إلا ابن وهب (6) -[6] حدثنا محمد بن أبي مالك، ثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا شيبان، عن ليث بن أبي سليم، حدثني عمرو بن مرة الجملي، عن أبي البختري الطائي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: " القلوب أربعة: فقلب أجرد مثل السراج أزهر " قال: " ذلك قلب المؤمن فسراجه فيه نوره " وقال: " وقلب أغلف مربوط على غلافه " قال: " وذلك قلب الكافر " قال: " وقلب منكوس " قال: " فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر " قال: " وقلب مصفح " قال: " وذلك قلب فيه نفاق وإيمان، فمثل الإيمان كمثل البقلة يمدها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على صاحبتها غلبت عليه ".هذا حديث غريب من حديث عمرو بن مرة، لا نعلم حدث به عنه غير ليث بن أبي سليم (7) -[7] حدثنا جعفر بن أحمد بن عبد السلام، ثنا ربيع بن سليمان، ثنا أسد بن موسى، ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على حصير فأثر بجلده، فجعلت أقول: يا رسول الله ألا شيء يبسط لك على هذا الحصير يقيك منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لي وللدنيا، وما أنا والدنيا إلا كمثل راكب استظل تحت شجرة، ثم راح فتركها ".قال أبو محمد: وهذا أيضا حديث غريب من حديث عمرو بن مرة، عن إبراهيم بن يزيد، ما علمت أسنده عنه إلا المسعودي من غرائب سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
Bogga 9