الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ فِي حَيَاةِ الْمُسْلِمِ
أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ ابْنُ الزَّكِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِزِّيِّ إِجَازَةً مُكَاتَبَةً، أنا وَالِدِي الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ، أنا النَّجِيبُ أَبُو الْمُرَهَّفِ الْمِقْدَامُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْمِقْدَادِ الْقَيْسِيُّ سَمْعًا لِلْمُعَلِّمِ عَلَيْهِ قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَنْدِينِجِييُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْمُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُكَيْنَةَ الْأَنْمَاطِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ شَاذَانُ بْكُيْرٌ الْمُقْرِئُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ الْخَلَدِيُّ، ١ - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَمَالُ الدِّينِ يُوسُفُ ابْنُ الزَّكِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِزِّيِّ إِجَازَةً مُكَاتَبَةً، أنا وَالِدِي الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ، أنا النَّجِيبُ أَبُو الْمُرَهَّفِ الْمِقْدَامُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْمِقْدَادِ الْقَيْسِيُّ سَمْعًا لِلْمُعَلِّمِ عَلَيْهِ قَالَ: أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَنْدِينِجِييُّ، أنا أَبُو نَصْرٍ الْمُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُكَيْنَةَ الْأَنْمَاطِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ شَاذَانُ بْكُيْرٌ الْمُقْرِئُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَوَّاصُ الْخَلَدِيُّ، ١ - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
1 / 13
الْعَافِيَةُ خَيْرُ مَا يَسْأَلُ الْمَرْءُ رَبَّهُ
٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ دِرْعٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَوْ عَلِمْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ رَبِّي ﷿ فِيهَا إِلَّا الْعَافِيَةَ حَتَّى أُصْبِحَ»
٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ دِرْعٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَوْ عَلِمْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ رَبِّي ﷿ فِيهَا إِلَّا الْعَافِيَةَ حَتَّى أُصْبِحَ»
1 / 14
حُبُّ عَلِيٍّ ﵁ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُ نِفَاقٌ
٣ - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ بِالْكُوفَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، ﵁ عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا، وَهُوَ يَقُولُ: عَهِدَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: «أَنَّهُ لَا يُحِبُّكُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»
٣ - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ بِالْكُوفَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، ﵁ عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا، وَهُوَ يَقُولُ: عَهِدَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: «أَنَّهُ لَا يُحِبُّكُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»
1 / 15
هَلْ تَعْرِفُ مَنْ زَاذَانُ؟
٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ الْفَارِسِيُّ بِالْفَارِسِيَّةِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: كُنْتُ فَتًى حَسَنَ الصَّوْتِ، جَيِّدَ الضَّرْبِ بِالطُّنْبُورِ، فَكُنْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي فِي رُوَيْضَةٍ، قُدَّامَنَا بَاطِيَّةٌ، فِيهَا نَبِيذٌ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، فَضَرَبَ الْبَاطِيَّةَ بِرِجْلِهِ فَأَلْقَاهَا، ثُمَّ تَنَاوَلَ الطُّنْبُورَ فَكَسَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا غُلَامُ، لَوْ كَانَ مَا أَسْمَعُ مِنْ حُسْنِ صَوْتِكَ بِالْقُرْآنِ، كُنْتَ أَنْتَ أَنْتَ»، ثُمَّ ذَهَبَ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا مَا تَعْرِفُ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا قَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِي التَّوْبَةَ، فَتَبِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَكَلَّمْتُهُ، قَالَ: «مَنْ أَنْتَ؟» قُلْتُ: أَنَا صَاحِبُ الطُّنْبُورِ، قَالَ: «مَرْحَبًا بِمَنْ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «اجْلِسْ»، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ تَمْرَةً، فَقَالَ: «كُلْ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا غَيْرُ هَذَا لَأَخْرَجْنَاهُ لَكَ»
٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطَّانُ الْفَارِسِيُّ بِالْفَارِسِيَّةِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: كُنْتُ فَتًى حَسَنَ الصَّوْتِ، جَيِّدَ الضَّرْبِ بِالطُّنْبُورِ، فَكُنْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي فِي رُوَيْضَةٍ، قُدَّامَنَا بَاطِيَّةٌ، فِيهَا نَبِيذٌ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ، فَضَرَبَ الْبَاطِيَّةَ بِرِجْلِهِ فَأَلْقَاهَا، ثُمَّ تَنَاوَلَ الطُّنْبُورَ فَكَسَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَا غُلَامُ، لَوْ كَانَ مَا أَسْمَعُ مِنْ حُسْنِ صَوْتِكَ بِالْقُرْآنِ، كُنْتَ أَنْتَ أَنْتَ»، ثُمَّ ذَهَبَ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا مَا تَعْرِفُ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا قَالُوا: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِي التَّوْبَةَ، فَتَبِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَكَلَّمْتُهُ، قَالَ: «مَنْ أَنْتَ؟» قُلْتُ: أَنَا صَاحِبُ الطُّنْبُورِ، قَالَ: «مَرْحَبًا بِمَنْ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «اجْلِسْ»، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ تَمْرَةً، فَقَالَ: «كُلْ، فَلَوْ كَانَ عِنْدَنَا غَيْرُ هَذَا لَأَخْرَجْنَاهُ لَكَ»
1 / 16
أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ
٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ صُبَيْحٍ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي، ثنا مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَزْدِيِّ ثنا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ»
٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ صُبَيْحٍ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي، ثنا مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَزْدِيِّ ثنا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ»
1 / 17
صِيَامُ الْمُقَرَّبِينَ
٦ - وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ؛ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ، قَالَ: عَنِ الصِّيَامِ، جِئْتَ تَسْأَلُنِي؟ أَلَا أُخْبِرُكَ حَدِيثًا، كَانَ عِنْدِي فِي التَّخْتِ الْمَخْزُونِ، إِذَا كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ دَاوُدَ ﵇ خَلِيفَةِ الرَّحْمَنِ ﷿ فَإِنَّهُ كَانَ عَبْدًا مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَأَشْجَعِ النَّاسِ، وَكَانَ لَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى، وَكَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ لَوْنًا، وَيَقْرَأُهُ قِرَاءَةً يَطْرَبُ مِنْهَا الْمَحْمُومُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْكِيَ، نَفْسُهُ لَمْ تَبْقَ، وَكَانَ لَهُ سَجْدَةٌ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَتَضَرَّعُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ، ﵇، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ ﵇ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَوَّلَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمِنْ وَسَطِ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَسْتَفْتِحُهُ بِصِيَامٍ، وَأَوْسَطَهُ بِصِيَامٍ، وَآخِرَهُ بِصِيَامٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ ﵇ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ⦗١٩⦘ الدَّهْرَ كُلَّهُ، لَا يُفْطِرُ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ، وَيَلْبَسُ الشَّعْرَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ يَعُولُ، وَلَا نَبْتٌ يُحْرَثُ، وَكَانَ رَامِيًا لَا يُخْطِئُ صَيْدًا يُرِيدُهُ، وَحَيْثُ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ، صَفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يُصَلِّي، حَتَّى يَرَاهَا قَدْ طَلَعَتْ، وَكَانَ يَمُرُّ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَكَانَ لَا يَقُومُ مَقَامًا إِلَّا رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَ ذَلِكَ شَأْنَهُ حَتَّى رُفِعَ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ أُمِّهِ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ، وَتُفْطِرُ يَوْمًا وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ ﵇ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَيَقُولُ: «هُنَّ صِيَامُ الدَّهْرِ»
٦ - وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ؛ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ، قَالَ: عَنِ الصِّيَامِ، جِئْتَ تَسْأَلُنِي؟ أَلَا أُخْبِرُكَ حَدِيثًا، كَانَ عِنْدِي فِي التَّخْتِ الْمَخْزُونِ، إِذَا كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ دَاوُدَ ﵇ خَلِيفَةِ الرَّحْمَنِ ﷿ فَإِنَّهُ كَانَ عَبْدًا مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَأَشْجَعِ النَّاسِ، وَكَانَ لَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى، وَكَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ لَوْنًا، وَيَقْرَأُهُ قِرَاءَةً يَطْرَبُ مِنْهَا الْمَحْمُومُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْكِيَ، نَفْسُهُ لَمْ تَبْقَ، وَكَانَ لَهُ سَجْدَةٌ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَتَضَرَّعُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ، ﵇، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ ﵇ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَوَّلَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمِنْ وَسَطِ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَسْتَفْتِحُهُ بِصِيَامٍ، وَأَوْسَطَهُ بِصِيَامٍ، وَآخِرَهُ بِصِيَامٍ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ ﵇ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ⦗١٩⦘ الدَّهْرَ كُلَّهُ، لَا يُفْطِرُ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ، وَيَلْبَسُ الشَّعْرَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ يَعُولُ، وَلَا نَبْتٌ يُحْرَثُ، وَكَانَ رَامِيًا لَا يُخْطِئُ صَيْدًا يُرِيدُهُ، وَحَيْثُ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ، صَفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يُصَلِّي، حَتَّى يَرَاهَا قَدْ طَلَعَتْ، وَكَانَ يَمُرُّ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَكَانَ لَا يَقُومُ مَقَامًا إِلَّا رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَ ذَلِكَ شَأْنَهُ حَتَّى رُفِعَ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ أُمِّهِ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ، وَتُفْطِرُ يَوْمًا وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ ﵇ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَيَقُولُ: «هُنَّ صِيَامُ الدَّهْرِ»
1 / 18
مِنْ وَصَايَا أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁
٧ - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَا مُطَرِّفُ لَا تَكُنْ حَرَسِيًّا، وَلَا عَرِيفًا، وَلَا شُرْطِيًّا»
٧ - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَا مُطَرِّفُ لَا تَكُنْ حَرَسِيًّا، وَلَا عَرِيفًا، وَلَا شُرْطِيًّا»
1 / 20
مِيزَانُ الرِّجَالِ
٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو حُمَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي فُلَانٍ» قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «هَلْ صَحِبْتَهُ فِي سَفَرٍ قَطُّ؟» قَالَ: لَا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «هَلْ جَرَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ خُصُومَةٌ قَطُّ؟» قَالَ: لَا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «فَهَلِ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى دِرْهَمٍ، أَوْ دِينَارٍ قَطُّ؟» قَالَ: لَا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «لَا عَلِمَ لَكَ بِالرَّجُلِ، إِنَّمَا رَأَيْتَ رَجُلًا يَضَعُ رَأْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ، يَرْفَعُهُ»
٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ، بِمَكَّةَ، ثنا أَبُو حُمَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي فُلَانٍ» قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «هَلْ صَحِبْتَهُ فِي سَفَرٍ قَطُّ؟» قَالَ: لَا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «هَلْ جَرَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ خُصُومَةٌ قَطُّ؟» قَالَ: لَا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «فَهَلِ ائْتَمَنْتَهُ عَلَى دِرْهَمٍ، أَوْ دِينَارٍ قَطُّ؟» قَالَ: لَا، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: «لَا عَلِمَ لَكَ بِالرَّجُلِ، إِنَّمَا رَأَيْتَ رَجُلًا يَضَعُ رَأْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ، يَرْفَعُهُ»
1 / 21
لِقَاءُ الْعُلَمَاءِ
٩ - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا طَاهِرُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " لَقِيَ رَجُلٌ رَجُلًا فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ: كَمْ آكُلُ فَقَالَ: مَا فَوْقَ الْجُوعِ، وَدُونَ الشِّبَعِ قَالَ: فَكَمْ أَضْحَكُ؟ قَالَ: حَتَّى يُسْفِرَ وَجْهُكَ، عَلَى أَنْ لَا يُسْمَعَ صَوْتُكَ قَالَ: فَكَمْ أَبْكِي؟ قَالَ: لَا تَمَلَّ أَنْ تَبْكِيَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. قَالَ: فَكَمْ أُخْفِي مِنْ عَمَلِي؟ قَالَ: حَتَّى لَا يَرَاكَ النَّاسُ أَنَّكَ تَعْمَلُ بِحَسَنَةٍ قَالَ: فَكَمْ أُظْهِرُ مِنْ عَمَلِي؟ قَالَ: حَتَّى يَأْتَمَّ بِكَ الْحَرِيصُ، وَيُؤْمَنَ عَلَيْكَ قَوْلُ النَّاسِ "
٩ - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، ثنا طَاهِرُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " لَقِيَ رَجُلٌ رَجُلًا فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ: كَمْ آكُلُ فَقَالَ: مَا فَوْقَ الْجُوعِ، وَدُونَ الشِّبَعِ قَالَ: فَكَمْ أَضْحَكُ؟ قَالَ: حَتَّى يُسْفِرَ وَجْهُكَ، عَلَى أَنْ لَا يُسْمَعَ صَوْتُكَ قَالَ: فَكَمْ أَبْكِي؟ قَالَ: لَا تَمَلَّ أَنْ تَبْكِيَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. قَالَ: فَكَمْ أُخْفِي مِنْ عَمَلِي؟ قَالَ: حَتَّى لَا يَرَاكَ النَّاسُ أَنَّكَ تَعْمَلُ بِحَسَنَةٍ قَالَ: فَكَمْ أُظْهِرُ مِنْ عَمَلِي؟ قَالَ: حَتَّى يَأْتَمَّ بِكَ الْحَرِيصُ، وَيُؤْمَنَ عَلَيْكَ قَوْلُ النَّاسِ "
1 / 22
مِنْ فَضَائِلِ الشَّهَادَتَيْنِ
١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابَلْتِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أَتَانِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: فَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ نَعَمْ فَاذْهَبْ، فَأَسْأَلْهُ قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَنَّكَ قُلْتَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» قَالَ: «صَدَقَ مُعَاذٌ، صَدَقَ مُعَاذٌ»
١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابَلْتِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أَتَانِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: فَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ نَعَمْ فَاذْهَبْ، فَأَسْأَلْهُ قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَنَّكَ قُلْتَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» قَالَ: «صَدَقَ مُعَاذٌ، صَدَقَ مُعَاذٌ»
1 / 23
الْمَلَائِكَةُ فِي بَيْتِ وَاصِلٍ
١١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: كَانَ وَاصِلُ مَولَى عُيَيْنَةَ جَارًا لِي، وَكَانَ يَسْكُنُ فِي غُرْفَةٍ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَكَانَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا يَسِيرًا قَالَ: فَغَابَ وَاصِلٌ مَوْلَى عُيَيْنَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ الْقِرَاءَةَ مِنْ غُرْفَتِهِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ صَوْتِهِ، كَأَنِّي لَا أُنْكِرُ مِنَ الصَّوْتِ شَيْئًا، وَبَابُ الْغُرْفَةِ مُغْلَقٌ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثُ أَنْ قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ؟ هَؤُلَاءِ سُكَّانُ الدَّارِ، يُصَلُّونَ بِصَلَاتِنَا، وَيَسْمَعُونَ لِقِرَاءَتِنَا»، قَالَ: قُلْتُ: أَفَتَرَاهُمْ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أُحِسُّ بِهِمْ، وَأَسْمَعُ تَأْمِينَهُمْ، عِنْدَ الدُّعَاءِ، وَرُبَّمَا غَلَبَ عَلَيَّ النَّوْمُ فَيُوقِظُونِي»
١١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: كَانَ وَاصِلُ مَولَى عُيَيْنَةَ جَارًا لِي، وَكَانَ يَسْكُنُ فِي غُرْفَةٍ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَكَانَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا يَسِيرًا قَالَ: فَغَابَ وَاصِلٌ مَوْلَى عُيَيْنَةَ إِلَى مَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ الْقِرَاءَةَ مِنْ غُرْفَتِهِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ صَوْتِهِ، كَأَنِّي لَا أُنْكِرُ مِنَ الصَّوْتِ شَيْئًا، وَبَابُ الْغُرْفَةِ مُغْلَقٌ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثُ أَنْ قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ؟ هَؤُلَاءِ سُكَّانُ الدَّارِ، يُصَلُّونَ بِصَلَاتِنَا، وَيَسْمَعُونَ لِقِرَاءَتِنَا»، قَالَ: قُلْتُ: أَفَتَرَاهُمْ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أُحِسُّ بِهِمْ، وَأَسْمَعُ تَأْمِينَهُمْ، عِنْدَ الدُّعَاءِ، وَرُبَّمَا غَلَبَ عَلَيَّ النَّوْمُ فَيُوقِظُونِي»
1 / 24
مِنْ منَامَاتِ الصَّالِحِينَ
١٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي مُضَرُ الْقَارِئُ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ قَلَّ مَا يَنَامُ مِنَ النَّوْمِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَنَامَ عَنْ جُزْئِهِ، فَرَأَى فِيمَا يَرْأَى النَّائِمُ، كَأَنَّ جَارِيَةً وَقَفَتْ عَلَيْهِ، كَأَنَّهَا الْقَمَرُ الْمُسْتَنِيرُ، قَالَ: وَمَعَهَا رَقٌّ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَالَتْ: أَتَقْرَأُ أَيُّهَا الشَّيْخُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَاقْرَأْ إِلَيَّ هَذَا الْكِتَابَ قَالَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْ يَدِهَا فَفَتَحْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ لَهَوْتَ بِلَذَّةٍ عَنْ خَيْرِ عَيْشٍ ... مَعَ الْخَيْرَاتِ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ تَعِيشُ مُخَلَّدًا لَا مَوْتَ فِيهَا ... وَتَنْعَمُ فِي الْخِيَامِ مَعَ الْحِسَانِ تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا ... مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدُ بِالْقُرَانِ قَالَ: فَوَاللَّهِ، مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ، إِلَّا ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ"
١٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنِي مُضَرُ الْقَارِئُ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ قَلَّ مَا يَنَامُ مِنَ النَّوْمِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَنَامَ عَنْ جُزْئِهِ، فَرَأَى فِيمَا يَرْأَى النَّائِمُ، كَأَنَّ جَارِيَةً وَقَفَتْ عَلَيْهِ، كَأَنَّهَا الْقَمَرُ الْمُسْتَنِيرُ، قَالَ: وَمَعَهَا رَقٌّ فِيهِ كِتَابٌ، فَقَالَتْ: أَتَقْرَأُ أَيُّهَا الشَّيْخُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَاقْرَأْ إِلَيَّ هَذَا الْكِتَابَ قَالَ: فَأَخَذْتُهُ مِنْ يَدِهَا فَفَتَحْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ لَهَوْتَ بِلَذَّةٍ عَنْ خَيْرِ عَيْشٍ ... مَعَ الْخَيْرَاتِ فِي غُرَفِ الْجِنَانِ تَعِيشُ مُخَلَّدًا لَا مَوْتَ فِيهَا ... وَتَنْعَمُ فِي الْخِيَامِ مَعَ الْحِسَانِ تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكَ إِنَّ خَيْرًا ... مِنَ النَّوْمِ التَّهَجُّدُ بِالْقُرَانِ قَالَ: فَوَاللَّهِ، مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ، إِلَّا ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ"
1 / 25
وَصَفُ ابْنِ الْمُبَارَكِ لِلْعِبَّادِ
١٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ ذَكَرَ الْعُبَّادَ فَقَالَ: « [البحر الطويل] وَمَا فُرْشُهُمْ إِلَّا أَيَامِنُ أُزْرِهِمْ ... وَمَا وُسْدُهُمْ إِلَّا مِلَاءٌ وَأَذْرُعُ وَمَا لَيْلُهُمْ فِيهِنَّ إِلَّا تَحَوُّبٌ ... وَمَا نَوْمُهُمْ إِلَّا عِشَاشٌ مُرَوَّعُ وَأَلْوَانُهُمْ صُفْرٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ... عَلَيْهَا جِسَادٌ هِيَ بِالْوَرْسِ مُشْبَعُ نَوَاحِلُ قَدْ أَزْرَى بِهَا الْجَهْدُ وَالسَّرَى ... إِلَى اللَّهِ فِي الظَّلْمَاءِ وَالنَّاسُ هُجَّعُ وَيْبُكوَنَ أَحْيَانًا كَأَنَّ عَجِيجَهُمْ ... إِذَا نَوَّمَ النَّاسَ الْحَنِينُ الْمَرَجَّعُ وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ فِيهِمُ قَدْ شَهِدْتُهُ ... وَأَعْيُنُهُمْ مِنْ رَهْبَةِ اللَّهِ تَدْمَعُ»
١٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّهُ ذَكَرَ الْعُبَّادَ فَقَالَ: « [البحر الطويل] وَمَا فُرْشُهُمْ إِلَّا أَيَامِنُ أُزْرِهِمْ ... وَمَا وُسْدُهُمْ إِلَّا مِلَاءٌ وَأَذْرُعُ وَمَا لَيْلُهُمْ فِيهِنَّ إِلَّا تَحَوُّبٌ ... وَمَا نَوْمُهُمْ إِلَّا عِشَاشٌ مُرَوَّعُ وَأَلْوَانُهُمْ صُفْرٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ... عَلَيْهَا جِسَادٌ هِيَ بِالْوَرْسِ مُشْبَعُ نَوَاحِلُ قَدْ أَزْرَى بِهَا الْجَهْدُ وَالسَّرَى ... إِلَى اللَّهِ فِي الظَّلْمَاءِ وَالنَّاسُ هُجَّعُ وَيْبُكوَنَ أَحْيَانًا كَأَنَّ عَجِيجَهُمْ ... إِذَا نَوَّمَ النَّاسَ الْحَنِينُ الْمَرَجَّعُ وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ فِيهِمُ قَدْ شَهِدْتُهُ ... وَأَعْيُنُهُمْ مِنْ رَهْبَةِ اللَّهِ تَدْمَعُ»
1 / 26
كَلَامُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنِ الزُّهَادِ
١٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ أَبُو خَالِدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا مَسْلَمَةُ الْعَابِدُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ الْحَسَنَ، كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ للَّهِ عِبَادًا كَمَنْ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ مُخَلَّدُونَ، وَكَمَنْ رَأَى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبُونَ، قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَحَوَائِجُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَقْضِيَّةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَنِ الدُّنْيَا عَفِيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامًا قِصَارًا، لِعُقْبَى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ، أَمَّا اللَّيْلُ فَصَافَةٌ أَقْدَامُهُمْ، تَسِيلُ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، يَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ، رَبَّنَا رَبَّنَا، وَأَمَّا النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ بَرَرَةٌ أَتْقِيَاءُ، كَأَنَّهُمُ الْقِدَاحُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ، فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَيَقُولُ: قَدْ خَلَطُوا، وَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ "
١٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا ابْنُ خُبَيْقٍ، ثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ ﷿ إِلَى دَاوُدَ ﵇: تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحِبُّنِي، وَتَدَّعِي وَتُسِئُ فِيَّ الظَّنَّ صَبَاحًا وَمَسَاءً، أَمَا كَانَتْ لَكَ عِبْرَةٌ، أَنِّي شَقَقْتُ سَبْعَ أَرَضِينَ، مَا ذَرَّةٌ فِيهَا تُرَى لَمْ أَنْسَهَا، أَمَا إِنِّي لَوْلَا أَنِّي أَحْفَظُ مِنْكَ خِصَالًا، لَأَحْرَقْتُكَ بِالنِّيرَانِ "
١٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ أَبُو خَالِدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا مَسْلَمَةُ الْعَابِدُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ الْحَسَنَ، كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ للَّهِ عِبَادًا كَمَنْ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ مُخَلَّدُونَ، وَكَمَنْ رَأَى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبُونَ، قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَحَوَائِجُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَقْضِيَّةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَنِ الدُّنْيَا عَفِيفَةٌ، صَبَرُوا أَيَّامًا قِصَارًا، لِعُقْبَى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ، أَمَّا اللَّيْلُ فَصَافَةٌ أَقْدَامُهُمْ، تَسِيلُ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، يَجْأَرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ، رَبَّنَا رَبَّنَا، وَأَمَّا النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ بَرَرَةٌ أَتْقِيَاءُ، كَأَنَّهُمُ الْقِدَاحُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ، فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَيَقُولُ: قَدْ خَلَطُوا، وَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ "
١٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ، ثنا ابْنُ خُبَيْقٍ، ثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ ﷿ إِلَى دَاوُدَ ﵇: تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحِبُّنِي، وَتَدَّعِي وَتُسِئُ فِيَّ الظَّنَّ صَبَاحًا وَمَسَاءً، أَمَا كَانَتْ لَكَ عِبْرَةٌ، أَنِّي شَقَقْتُ سَبْعَ أَرَضِينَ، مَا ذَرَّةٌ فِيهَا تُرَى لَمْ أَنْسَهَا، أَمَا إِنِّي لَوْلَا أَنِّي أَحْفَظُ مِنْكَ خِصَالًا، لَأَحْرَقْتُكَ بِالنِّيرَانِ "
1 / 27
١٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا يُوسُفُ، ثنا خُبَيْقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الضُّرَيْسِ، يَقُولُ: " قَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الْمَوْقِفِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَدَدْتُ يَدَيَّ إِلَيْكَ رَاغِبًا، فَطَالَ مَا كَفَيْتَنِي سَاهِيًا، نَعْمَاكَ تَظَاهَرُ عَلَيَّ عِنْدَ الْغَفْلَةِ، فَكَيْفَ آيَسٌ مِنْكَ عِنْدَ الرَّجْفَةِ، لَسْتُ أَقْطَعُ رَجَاءَكَ مِنْ عَظِيمِ آثَامِي، وَإِنْ كُنْتُ لَا أَصِلُ إِلَيْكَ أَبَدًا "
1 / 28
لِقَاءُ إِبْرَاهِيمَ ﵇ بِمَلَكِ الْمَوْتِ
١٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، ثنا إِسْحَاقُ، ثنا جُوَبْيِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ، ﷿، يَقْبِضُ رَوْحَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ ﵇ هَبَطَ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: رَأَيْتَ خَلِيلًا يَقْبِضُ رُوحَ خَلِيلِهِ؟ قَالَ: فَعَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ ﷿، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، وَرَأَيْتُ خَلِيلًا يَكْرَهُ لِقَاءَ خَلِيلِهِ؟ قَالَ: فَاقْبِضْ رُوحِي السَّاعَةَ "
١٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، ثنا إِسْحَاقُ، ثنا جُوَبْيِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ، ﷿، يَقْبِضُ رَوْحَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ ﵇ هَبَطَ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: رَأَيْتَ خَلِيلًا يَقْبِضُ رُوحَ خَلِيلِهِ؟ قَالَ: فَعَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ ﷿، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، وَرَأَيْتُ خَلِيلًا يَكْرَهُ لِقَاءَ خَلِيلِهِ؟ قَالَ: فَاقْبِضْ رُوحِي السَّاعَةَ "
1 / 29
مَحَبَّةُ الصَّالِحِينَ لِرَبِّهِمْ وَكَيْفَ تَكُونُ
١٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَهُوَ فِي دَارٍ بِالْكُوفَةِ وَحْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تَسْتَوْحِشُ فِي هَذِهِ الدَّارِ؟ فَقَالَ: «مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا يَسْتَوْحِشُ مَعَ اللَّهِ ﷿، لِأَنَّهُ إِذَا أَحَبَّ الْعَبْدُ رَبَّهُ فَلَا وَحْشَةَ عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ أُنْسُهُ، وَيُحَدِّثُهُ»
١٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، قَالَ: " قُلْتُ لِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ: يَا رَاهِبُ مَا أَقْوَى شَيْءٍ تَجِدُونَهُ فِي كُتُبِكُمْ؟ قَالَ: مَا نَجْدُ شَيْئًا فِي كِتَابِنَا أَقْوَى مِنْ أَنْ تَجْعَلَ مَحَبَّتَكَ، وَقُوَّتَكَ كُلَّهَا فِي مَحَبَّةِ الْخَالِقِ "
٢٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: «مُدَافِعُ الْأَيَّامِ» قَالَ: مَا اسْمُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّ الْمُحِبَّ عَلَى انْزِعَاجٍ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَهُوَ مُدَافِعٌ أَيَّامَهَا»
٢١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «قَدْ أَسْكَنَهُمُ الْغُرَفَ قَبْلَ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَأَدْخَلَهُمُ النَّارَ قَبْلَ أَنْ يَعْصُوهُ، قَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَحْمِلُ الطَّعَامَ إِلَى الْأَصْنَامِ، وَاللَّهُ ⦗٣١⦘ يُحِبُّهُ، مَا ضَرَّهُ ذَلِكَ عِنْدَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ»
١٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَهُوَ فِي دَارٍ بِالْكُوفَةِ وَحْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تَسْتَوْحِشُ فِي هَذِهِ الدَّارِ؟ فَقَالَ: «مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا يَسْتَوْحِشُ مَعَ اللَّهِ ﷿، لِأَنَّهُ إِذَا أَحَبَّ الْعَبْدُ رَبَّهُ فَلَا وَحْشَةَ عَلَيْهِ، بَلْ هُوَ أُنْسُهُ، وَيُحَدِّثُهُ»
١٩ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، قَالَ: " قُلْتُ لِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ: يَا رَاهِبُ مَا أَقْوَى شَيْءٍ تَجِدُونَهُ فِي كُتُبِكُمْ؟ قَالَ: مَا نَجْدُ شَيْئًا فِي كِتَابِنَا أَقْوَى مِنْ أَنْ تَجْعَلَ مَحَبَّتَكَ، وَقُوَّتَكَ كُلَّهَا فِي مَحَبَّةِ الْخَالِقِ "
٢٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: «مُدَافِعُ الْأَيَّامِ» قَالَ: مَا اسْمُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّ الْمُحِبَّ عَلَى انْزِعَاجٍ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَهُوَ مُدَافِعٌ أَيَّامَهَا»
٢١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: «قَدْ أَسْكَنَهُمُ الْغُرَفَ قَبْلَ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَأَدْخَلَهُمُ النَّارَ قَبْلَ أَنْ يَعْصُوهُ، قَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَحْمِلُ الطَّعَامَ إِلَى الْأَصْنَامِ، وَاللَّهُ ⦗٣١⦘ يُحِبُّهُ، مَا ضَرَّهُ ذَلِكَ عِنْدَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ»
1 / 30
٢٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: «مَا تَلَذَّذَ الْمُتَلَذِّذُونَ بِمِثْلِ الْخَلْوَةِ بِمُنَاجَاةِ اللَّهِ ﷿ وَالْأُنْسِ بِمَحَبَّتِهِ»
1 / 31
مِنْ مَعَانِي التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ
٢٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: «الرِّضَا عَنِ اللَّهِ، ﷿»
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ، يَقُولُ: «لَمْ يُبْطَءْ عَلَى الْخَلْقِ مَا وُعِدُوا، وَإِنَّمَا تَخَلَّفُوا عَمَّا أُمِرُوا، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ مَا وُعِدُوا»
٢٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ التَّوَكُّلِ، فَقَالَ: «الرِّضَا عَنِ اللَّهِ، ﷿»
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ، يَقُولُ: «لَمْ يُبْطَءْ عَلَى الْخَلْقِ مَا وُعِدُوا، وَإِنَّمَا تَخَلَّفُوا عَمَّا أُمِرُوا، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ مَا وُعِدُوا»
1 / 32
فَوَاتُ الْأَعْمَالِ أَشَدُّ عَلَى الصَّالِحِينَ
٢٤ - حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْبَقَّالُ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى صَدَاقَةٌ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَالْفَضْلِ، فَقَالَ لَهَ الْبَقَّالُ: قَصَدْتُهُ يَوْمًا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ: مَا قَالَهُ؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي، إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ إِلَى بَيْتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَأَغْلِقَ عَلَيْهِ الْبَابَ، وَهُوَ يَبْكِي بُكَاءً مُتَّصِلًا، دَائِمًا، فَتَحَوَّلَتْ بِقَوْلِهَا، وَقُلْتُ لَهَا: ارْجِعِي فَاسْتَأْذِنِي لِي عَلَيْهِ، وَقُولِي لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَقَّالُ، فَدَخَلْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَبْكِي بُكَاءً قَوِيًّا، مَا يَكَادُ أَنْ يَتَمَالَكَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي مَا حَالُكَ؟ فَأَرَادَ أَنْ يُلْهِيَنِي، فَلَمْ أَتْرُكْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: إِنَّهُ فَاتَنِي الْبَارِحَةَ وِرْدِي، وَلَا أَحْسَبُ ذَلِكَ إِلَّا لِأَمْرٍ أَحْدَثْتُهُ، فَعُوقِبْتُ بِمَنْعِ وِرْدِي "، وَأَخَذَ يَبْكِي، فَأَشْفَقْتُ عَلَيْهِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُسَهِّلَ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَعْجَبَ أَمْرِي، وَأَمْرَكَ، قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ فِي يَدِي مِنْكَ شَيْءٌ قَالَ لِي: «وَبِمَ ذَاكَ؟» قُلْتُ لَهُ: لَمْ تَرْضَ عَنِ اللَّهِ فِي نَوْمَةِ نَوَّمَكَ إِيَّاهَا، حَتَّى قَعَدْتَ تَبْكِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي: «دَعْ دَاعِيكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ، وَمَا أَحْسَبُ ذَاكَ إِلَّا لِأَمْرٍ أَحْدَثْتُهُ»، وَعَادَ عَلَيْهِ الْبُكَاءُ وَرَأَيْتُهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَاكَ انْصَرَفْتُ وَتَرَكْتُهُ يَبْكِي قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: وَهَذِهِ سِيرَةُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلُوَ بِنَفْسِهِ، وَأَرَادَ اللَّهَ ﷿ بِصَالِحٍ، فَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَشْكُوَ بِالتَّعْرِيَةِ عَنْ حَالٍ، عَوَّضَهُ اللَّهُ مِنْهَا خَيْرًا، وَلَا يَرْضَى بِنَفَاذِهَا، فَإِنْ فَقَدَ مِنْهَا شَيْئًا، رَجَعَ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ، لَائِمًا، عَاذِلًا، وَلَمْ يَطْلُبِ الْمَقَادِيرَ الَّتِي تَسْلُبُهُ
٢٤ - حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْبَقَّالُ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى صَدَاقَةٌ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَالْفَضْلِ، فَقَالَ لَهَ الْبَقَّالُ: قَصَدْتُهُ يَوْمًا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ: مَا قَالَهُ؟ قَالَتْ: لَا أَدْرِي، إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ إِلَى بَيْتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَأَغْلِقَ عَلَيْهِ الْبَابَ، وَهُوَ يَبْكِي بُكَاءً مُتَّصِلًا، دَائِمًا، فَتَحَوَّلَتْ بِقَوْلِهَا، وَقُلْتُ لَهَا: ارْجِعِي فَاسْتَأْذِنِي لِي عَلَيْهِ، وَقُولِي لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَقَّالُ، فَدَخَلْتُ، فَرَأَيْتُهُ يَبْكِي بُكَاءً قَوِيًّا، مَا يَكَادُ أَنْ يَتَمَالَكَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي مَا حَالُكَ؟ فَأَرَادَ أَنْ يُلْهِيَنِي، فَلَمْ أَتْرُكْهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: إِنَّهُ فَاتَنِي الْبَارِحَةَ وِرْدِي، وَلَا أَحْسَبُ ذَلِكَ إِلَّا لِأَمْرٍ أَحْدَثْتُهُ، فَعُوقِبْتُ بِمَنْعِ وِرْدِي "، وَأَخَذَ يَبْكِي، فَأَشْفَقْتُ عَلَيْهِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُسَهِّلَ عَلَيْهِ الْأَمْرَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَعْجَبَ أَمْرِي، وَأَمْرَكَ، قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ فِي يَدِي مِنْكَ شَيْءٌ قَالَ لِي: «وَبِمَ ذَاكَ؟» قُلْتُ لَهُ: لَمْ تَرْضَ عَنِ اللَّهِ فِي نَوْمَةِ نَوَّمَكَ إِيَّاهَا، حَتَّى قَعَدْتَ تَبْكِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي: «دَعْ دَاعِيكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ، وَمَا أَحْسَبُ ذَاكَ إِلَّا لِأَمْرٍ أَحْدَثْتُهُ»، وَعَادَ عَلَيْهِ الْبُكَاءُ وَرَأَيْتُهُ لَا يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَاكَ انْصَرَفْتُ وَتَرَكْتُهُ يَبْكِي قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: وَهَذِهِ سِيرَةُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلُوَ بِنَفْسِهِ، وَأَرَادَ اللَّهَ ﷿ بِصَالِحٍ، فَلَعَلَّهُ أَنْ لَا يَشْكُوَ بِالتَّعْرِيَةِ عَنْ حَالٍ، عَوَّضَهُ اللَّهُ مِنْهَا خَيْرًا، وَلَا يَرْضَى بِنَفَاذِهَا، فَإِنْ فَقَدَ مِنْهَا شَيْئًا، رَجَعَ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ، لَائِمًا، عَاذِلًا، وَلَمْ يَطْلُبِ الْمَقَادِيرَ الَّتِي تَسْلُبُهُ
1 / 33