42

Fatwas on Monotheism

فتاوى في التوحيد

Daabacaha

دار الوطن للنشر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨ هـ

Noocyada

﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ (١)، وقد روى أحمد عن أبي موسى ﵁ قال: قلت لعمر إن لي كاتبا نصرانيا، فقال: مالك، قاتلك الله؟! أما سمعت قول الله -تعالى-: ﴿لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾؟! (٢) قلت: لي كتابته وله دينه. قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله. ورواه البيهقي وعنده: فانتهرني وضرب فخذي، وقال: أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب؟ لا تأمنهم إذ أخانهم الله ... إلخ. ولأحمد عن عمر لا تستعملوا اليهود والنصارى؛ فإنهم يستحلون الرشا. وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء: الولاية إعزاز وأمانة، وهم يستحقون للذل والخيانة، والله يغني عنهم المسلمين، فلا يجوز استعمالهم لما فيه من إعلائهم على المسلمين، وقد قال النبي ﷺ: «لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق، فاضطروهم إلى أضيقه»، وقال: «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه». وكتب خالد بن الوليد إلى عمر أن بالشام كاتبا نصرانيا لا يقوم خراج الشام إلا به، فكتب إليه عمر: مات النصراني، والسلام. أي: قدر موته. وذكر ابن القاسم عن مالك قال: لا يستكتب النصراني؛ لأن الكاتب يستشار، فلا يستشار النصراني في أمر المسلمين. وذكر ابن عبد البر أن بعض الفقهاء دخل على المأمون وعنده كاتب

(١) سورة المائدة، الآية: ٥١. (٢) سورة المائدة، الآية: ٥١.

1 / 48