14

The Fatwa of Sheikh al-Islam on the Ruling of Those Who Change the Laws of Islam

فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام

فنقول (١) : كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة ،فانه يجب قتالهم باتفاق ائمة المسلمين وان تكلمت بالشهادتين (٢).

فاذ أفروا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس وجب قتالهم حتى يصلوا ، .وإن امتنعوا عن الزكاة وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة ، وكذلك إن امتنعوا عن صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق ، وكذلك إن امتنعوا عن تحريم الفواحش أو الزنا أو الميسر أو الخمر أو غير ذلك من محرمات الشريعة ، وكذلك إن امتنعوا عن الحكم فى الدماء والأموال والأعراض والأبضاع ونحوها بحكم الكتاب والسنة ، وكذلك إن امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد الكفار إلى أن يسلموا ويؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة واتباع السلف من الأمة وأئمتها ، مثل أن يظهروا الإلحاد فى أسماء اللّه وآياته أو التكذيب بأسماء الله وصفاته أو التكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين أو الطعن فى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا فى طاعتهم التى توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور .

قال الله تعالى: ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)) (٣). فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله. وقال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)) (٤) . وهذه الآية نزلت فى أهل الطائف

(١) بدأ ابن يتمية هنا يعرض أحد الأصلين وهو حكم الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام. وسيعود ليعرض الأصل الآخر وهو معرفة أحوال هؤلاء القوم. كما سيأتى فى ص ٢١ إن شاء الله . (٢) وذلك مبنى على أصل هام، هو أن الألفاظ ترد لمسانيها لا لذواتها - كما ذكر ابن القيم فى أعلام الموقعين - فمن تكلم بالشهادتين ثم لم يؤد مقتضاهما من توحيد العبادة لله بالتحاكم إلى شرعه لم يكن محققاً لمعنى الشهادتين رغم نطقه بهما فكان بذلك خارجاً عن دين الإسلام .

(٣) سورة الأنفال: آية رقم ٣٩ .

( ٤) سورة البقرة : آية رقم ٢٧٨ - ٢٧٩ . - ١٤ - kutub-pdf.net ٠

14