Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Noocyada
فبالغت في الابتسام قائلة: إنك لمخطئ يا سيدي؛ فإن الملائكة مخلوقون لكي يختلطوا بالبشر، ولهذا يقال إن لكل إنسان ملاكا يقترب منه دائما إذا كان يسترضيه.
فقال الماجور متهللا: رحماك يا سيدتي، هل يمكن أن يكون ملاكي قريبا مني؟ - الأمر في يدك يا سيدي. - يا سيدتي، إذا كان الأمر في يدي فأنا أعبد ملاكي. - وملاكك لا يحتجب عنك. - إني جندي يا مدام لا أحسن الشعر، واستسهل الصراحة دون التوريات. - ليس ما يمنعك من التصريح يا ماجور. - أظن حضرتك مهيمنة على هذا المنزل. - نعم، ومسئولة عنه أيضا. - أمام من؟ - أمام سلطة أعلى.
فانكمش الماجور قليلا ووجف فؤاده وقال: يا مولاتي، إن ملاكي في هذا المنزل، وإني ضارع على الدوام، فإن كان يحتجب عني ظلمني المهيمنون عليه.
فتبسمت البارونة ملء التبسم وقالت: إن المهيمنين يتحاشون جدا إن يظلموا من لا يسيء إليهم. - وإذا كان متطلب رضاهم يخضع لهم خضوع العبد لمولاه؟ - لا يضيعون ثوابه. - حسنا، لقد عرفت يا سيدتي المهيمنة المباشرة، وإني متشرف في طاعتها، فهل يمكن أن أعلم المهيمن الأعلى لكي أعلم أيضا لمن أنا مدين بالطاعة والخضوع؟
فأجابت البارونة على الفور: جلالة الإمبراطورة.
فأجفل الماجور واضطرب وامتقع وقال: جلالتها؟ - نعم جلالتها، وهيمنتها سر مكتوم، فإباحته لك تؤيد عظيم ثقتي في شرفك يا ماجور. - إني عبد جلالتها قبل كل شيء، وإذا كنت أضحي بحياتي لأجل جلالتها؛ فلا بدع أن أكتم سرها حتى الموت. وهل تظنين أن جلالتها ترضى بي حارسا أمينا لهذا المنزل؟ - إذا وصفت لجلالتها ما تفعله لأجلها من الخدم الدالة على عبوديتك المخلصة، فلا أظنها ألا تكون راضية، وجلالتها مشهورة بمعرفة الجميل. - بربك ترشيدنني إلى الخدم التي أبرهن فيها على عبوديتي لجلالتها. - لا أبخل عليك بهذا الإرشاد . - شكرا لك يا مدام، هل تسمحين لي بسؤال؟ - سل. - هل يمكن أن أعلم نسبة الآنسة أميليا إلى جلالتها؟ - نسبة المحسن إلى المحسن إليه.
ففكر الماجور هنيهة ثم قال: إذن ليس في علاقة الآنسة بجلالتها ما يحول دون ...
وتوقف الماجور عن الكلام، فقالت البارونة كأنها فهمت مراده: لا أظن، ومهما كانت هذه العلاقة فجلالتها لا تدع حجابا يحجب خدامها الأمناء عنها. - إذن قد يمكن أن أكتسب رضى جلالتها كما اكتسبت رضاك. - كذا أثق. - إذن حبذا أن ترشيدنني إلى الخدم الجلى التي أكتسب بها رضى جلالتها. - وعدتك بأني لا أبخل بهذا الإرشاد، ووعد الحر دين. - ترى هل يمكن أن تفعلي الآن؟
فتلمظت البارونة لعابها وقالت: يمكن، ولكنني لا أدري إن كنت تستطيع أن تقوم بالخدمة التي تحتاج إليها جلالتها الليلة؟
فأبرقت أسرة الماجور وقال: الليلة؟ - نعم، الليلة، جلالتها تحتاج إلى خدمة شجاع أمين. - إني هو العبد الأمين يا سيدتي. - ولكن ... - حبذا أن تخبريني ماهية هذه الخدمة. - لا أقدر أن أخبرك عنها قبل أن أثق بأنك أهل لها. - أعتقد أني أهل لكل شيء يستلزم شجاعة وأمانة يا مدام. - هل تقدر أن تسافر الليلة كل الليل؟ - ما أسهل ذلك! - وهل تقدر أن تدفع من يهاجمك؟ - إني جندي مخلوق للحرب يا مدام. - حسنا، وهل تحسن الحيلة إذا اقتضت. - الموقف الحرج يفتق الحيلة يا مدام. - ربما تعرضت لخطر ما. - لا أعد خطرا إلا غضب جلالة الإمبراطورة. - إذن هل أنت مستعد الآن للقيام بهذه الخدمة العظمى؟ - مستعد. - اعلم يا ماجور، إذا نجحت بهذه الخدمة تحققت كل أحلامك. - بربك أنت تأمرين وأنا البرق سرعة في الائتمار. - حسنا، اسمع إذن، هذا أمر من جلالة الملك نفسه إلى كاترين شراط يقضي بأن تسلم هذه المرأة الحلي التي عندنا لناقل هذا الأمر، فهل تريد أن تكون ناقل هذا الأمر؟
Bog aan la aqoon