Fatinat Imbaratur
فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
Noocyada
فارتبك الإمبراطور وقال: وأنت؟ ماذا فعلت؟ - دافعت بكل ما في وسعي من الدفاع، ولكن كنت كمن يطفئ النار بالزيت. - هذه الضجة من زعيم الاشتراكيين فرنند فرغتن؟ - بلا ريب فهو في المقدمة، ولكن أصوات الضاجين معه أصبحت أعلى من صوته. - ألا يمكن إرضاء فرغتن هذا برد ابن أخيه إمبرت فرغتن إلى وكالة الداخلية؟ - لقد فات وقت هذه الترقية يا مولاي؛ لأن أعوانه استلموا الدفة معه، ولم يعد في وسعه أن يردهم؛ ولهذا يستحيل أن يرجع إلى الوراء بعد أن هجم. - إذن ما العمل؟ - إني أستشير جلالتكم، وقد بذلت جهدي حتى أوقفت الجلسة عشر دقائق بدعوى الاستراحة ريثما أتلقى أوامر جلالتكم. - عجبا، هل عجزت عن إصمات هؤلاء المشاغبين؟ - يستحيل على أعظم قوة أن تصمت الشعب في إبان هياجه؛ فلم تبق من حيلة إلا معالجة الأمر ولو بعلاج وقتي ريثما يسكن ثائر الجمهور. - يا لله، هل تعني أن نخضع لتهديد الجمهور؟ - لا، وإنما نقدر أن ندعي أن تلك الحلى الثمينة، إنما هي حلى العرش نفسه، وقد أعيرت إلى أرقى ممثلة ليلة واحدة لأجل مسرة الشعب. - هذا يستلزم استرداد تلك الحلى. - بعد إسكات حجة الجمهور تكون لنا هدنة لتدبير المسألة، أما الآن فلا حيلة غير هذه. ومع ذلك لا أضمن نجاحها يا مولاي.
ففكر الإمبراطور هنيهة ثم سمع الوزير يقول: إن جرس استئناف الجلسة يقرع يا مولاي.
فقال الإمبراطور: إذن افعل ما تقول، ودبر المسألة بحكمتك، يجب في أثناء الهدنة الضرب على أيدي هؤلاء المشاغبين. ما كنت أظن أن تبلغ القحة منهم أن يعترضوا على الإمبراطور في شئونه الخاصة، المال مالي أمنع أو أمنح من أشاء. - ولكن قضية الاشتراكيين والعمال تناقض هذا المبدأ يا مولاي ... - قبحا لهم ولقضيتهم، إنهم بهائم مخلوقة للعمل، فمن أين لهم الحق أن يمتنوا بعمل الواجب عليهم، لقد غلطنا في أن ندع لهم صوتا يرتفع.
ثم رد الإمبراطور بوق التلفون وجلس مكفهرا مقطبا.
الفصل العشرون
صدمة راجة
في الصباح اجتمع الإمبراطور فرنز جوزف بزوجته الإمبراطورة إليصابات وهو مقطب الحاجبين وقال: لقد أوعزت أن تبقى ماري فتسيرا ابنة أخت البارونة برجن في بافاريا في مدة الفرصة المدرسية. - لماذا؟ - لأني أخشى من مغبة علاقة البرنس فردريك بها؛ إذ لا يخفى عليك أنه زوج امرأة الآن، فلا يليق أن يكون ذا عشيقة. فإذا كانت هنا لا نأمن تماديهما في الحب. - إنه لرأي صائب، ولكن ... - لا لكن، ولا بل، لقد صدر أمري. - أمر حكيم وإني معك، فلا يليق بزوج أن يكون ذا عشيقة، وأسر أن يكون هذا قانونا نافذا في البلاط النمساوي. ولكن مرثا تود أن ترى ابنة أختها؛ لأنها لها في منزلة الأم، والفتاة يتيمة الأم لا تتعزى بغير خالتها. - أجل، ولقد قررت أن مرثا تذهب إلى ابنة أختها وتبقى معها كل حياتها.
فأجفلت الإمبراطورة وقالت: ويلاه! ومرثا أيضا؟ - نعم، لن تبقى في البلاط بعد اليوم، فأبلغيها ذلك.
فوقع الأمر على الإمبراطورة كالصاعقة، وقالت: إن هذا الأمر موجه ضدي؛ لأن مرثا تعزيتي الوحيدة. - بل هي فتنة في هذه العاصمة، فلم تقتصر على واجباتها في البلاط بل جعلت تشتغل في السياسة، وهي مصدر الحركة الاشتراكية ضد العرش. - إنها لبعيدة عن كل حركة. - لعلك لا تدرين أنها تجتمع مع الفون فرنند فرغتن زعيم الاشتراكيين، وتشترك معه في دس الدسائس. - لا أظن أن زعيم الاشتراكيين يحتاج إلى مستشار كمرثا برجن، وإذا كان الاشتراكيون قد هاجوا وماجوا فلأن سبب هياجهم خطير جدا. - ليس السبب الذي تشيرين إليه سببا، وإنما مرثا جعلته سببا، فهي تشتغل في السياسة، ولا أريد أن امرأة في البلاط تتداخل في السياسة؛ ولذلك يجب أن ترحل اليوم. نعم، اليوم يجب أن ترحل.
فاستشاطت الإمبراطورة وقالت: إذن تريد أن مدام شراط تشتغل في السياسة. - صه، لا تذكري اسمها فهي براء. - يحظر على فريدريك أن يعشق ولا يحظر عليك. - صه صه، لا تزيدي من هذا.
Bog aan la aqoon