Faadumo Zahraa iyo Faatimiyyiin
فاطمة الزهراء والفاطميون
Noocyada
فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء، ففي الإسلام لا جرم تتقدس صورة فاطمة البتول.
الفصل السابع
شخصية الزهراء
من الواضح البين أن الزهراء أخذت مكانها الرفيع بين أعلام النساء في التاريخ؛ لأنها بنت نبي، وزوجة إمام، وأم شهداء.
ولكن لا يتضح هذا الوضوح، ولا يبين هذا البيان، أنها تأخذ مكانها هذا «بحقها الشخصي» أو بصفتها التي كان لها أثر في حوادث التاريخ.
وهذا الذي نحب أن نقرره في الكتابة عن الزهراء، فهي أصل قوي من أصل الدعوة التي ثبتت في مجرى الزمن أجيالا طوالا ولم تزل لها آثارها في عصرنا هذا، وفيما يلي من العصور.
لم يعرف التاريخ نظيرا لثبات بني علي وفاطمة على حقهم في الإمامة، أو في الخلافة.
حوربوا فيها زمنا، وتولاها من لا شك عندهم ولا عند الناس في فضلهم عليه، كيزيد بن معاوية، فأنفوا أن يتركوها استخذاء وخضوعا، وحاربوا فيها كما حوربوا، وصمدوا للطلب الحثيث طالبين ومطلوبين مائة سنة، ثم مائتين، ثم ثلاثمائة سنة، حتى دانت لهم الخلافة باسمهم في عهد الدولة الفاطمية.
لولا خصال فيهم تعين على هذا النضال لما ثبتوا عليه هذا الثبات، ولا استطاعوا أن يصمدوا للعسف والعنت من بني أمية ثم من بني العباس، ومعهم في المشرق والمغرب أعوان وأتباع، وقد جدوا غاية الجد في نكالهم بأبناء علي وفاطمة في كل مكان، وصنعوا بهم ما كان خليقا أن يستأصلهم استئصالا أو يرغمهم على اليأس والتسليم.
ولكنهم نجوا من الاستئصال بقضاء لا حيلة فيه للحاكمين المسيطرين، وخطر لهم كل خاطر إلا أن يستكينوا ويسلموا للسيف، ويقعدوا مع الخالفين.
Bog aan la aqoon