وبعد: فهذا مختصر في الفقه على مذهب الشافعي ﵁ وأرضاه اخْتَصَرْت فِيهِ مُخْتَصَرَ الْإِمَامِ أَبِي زَكَرِيَّا النَّوَوِيِّ المسمى [بمنهاج الطالبين] وَضَمَمْت إلَيْهِ مَا يُسِّرَ مَعَ إبْدَالِ غَيْرِ المعتمد به بلف مبين وحذفت منه الخلاف روما لتيسيره على الراغبين وسميته [بمنهج الطلاب] راجيا من الله أن ينفع به أولو الألباب وأسأله التوفيق للصواب والفوز يوم المآب.
ــ
" وَالصَّلَاةُ " وَهِيَ مِنْ اللَّهِ رَحْمَةٌ وَمِنْ الْمَلَائِكَة اسْتِغْفَارٌ وَمِنْ الْآدَمِيِّينَ تَضَرُّعٌ وَدُعَاءٌ " وَالسَّلَامُ " بِمَعْنَى التسليم " على محمد " نبينا " وآله " هو مُؤْمِنُو بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ " وَصَحْبِهِ " هُوَ عند سيبويه جَمْعٍ لِصَاحِبٍ بِمَعْنَى الصَّحَابِيِّ وَهُوَ مَنْ اجْتَمَعَ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٌ ﷺ وعطف الصحب على آل الشامل لبعضهم لتشمل الصلاة والسلام باقيهم وَجُمْلَتَا الْحَمْدِ وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ خَبَرِيَّتَانِ لَفْظًا إنْشَائِيَّتَانِ مَعْنًى وَاخْتَرْت اسْمِيَّتَهُمَا عَلَى فِعْلِيَّتِهِمَا لِلدَّلَالَةِ عَلَى الثَّبَاتِ وَالدَّوَامِ " الْفَائِزِينَ مِنْ اللَّهِ بِعُلَاهُ " صِفَةٌ لمن ذكر.
" وَبَعْدُ " يُؤْتَى بِهَا لِلِانْتِقَالِ مِنْ أُسْلُوبٍ إلَى آخَرَ وَأَصْلُهَا: أَمَّا بَعْدُ بِدَلِيلِ لُزُومِ الْفَاءِ في حيزها غالبا لتضمن معنى الشرط والأصل مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ بَعْدَ الْبَسْمَلَةِ وَالْحَمْدَلَةِ وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى مَنْ ذُكِرَ " فَهَذَا " الْمُؤَلَّفُ الحاضر ذهنا " مختصر " من الاختصار وهو تقليل الفظ وَتَكْثِيرُ الْمَعْنَى " فِي الْفِقْهِ " وَهُوَ لُغَةً: الْفَهْمُ واصطلاحا العلم بالأحكام من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وَسَائِرِ الْأَدِلَّةِ الْمَعْرُوفَةِ وَفَائِدَتُهُ: امْتِثَالُ أَوَامِرِ اللَّهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ الْمُحَصِّلَانِ لِلْفَوَائِدِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ " عَلَى مَذْهَبِ الْإِمَامِ " الْمُجْتَهِدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إدْرِيسَ " الشَّافِعِيِّ ﵁ وأرضاه " أَيْ مَا ذَهَبَ إلَيْهِ مِنْ الْأَحْكَامِ فِي الْمَسَائِلِ مَجَازًا عَنْ مَكَانِ الذَّهَابِ " اخْتَصَرْت فِيهِ مُخْتَصَرَ الْإِمَامِ أَبِي زَكَرِيَّا النَّوَوِيِّ " ﵀ " المسمى [بمنهاج الطالبين] وَضَمَمْت إلَيْهِ مَا يُسِّرَ مَعَ إبْدَالِ غَيْرِ الْمُعْتَمَدِ بِهِ " أَيْ بِالْمُعْتَمَدِ " بِلَفْظٍ مُبِينٍ " وَسَأُنَبِّهُ على ذلك غالبا في محاله: " وحذفت منه الخلاف روما " أي طالبا " لِتَيْسِيرِهِ عَلَى الرَّاغِبِينَ " فِيهِ " وَسَمَّيْتُهُ بِمَنْهَجِ الطُّلَّابِ" الْمَنْهَجُ وَالْمِنْهَاجُ الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ " رَاجِيًا " أَيْ مُؤَمِّلًا " من الله " تعالى " أن ينفع بِهِ أُولُو الْأَلْبَابِ " جَمْعُ لُبٍّ وَهُوَ الْعَقْلُ " وَأَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ " وَهُوَ خَلْقُ قُدْرَةِ الطَّاعَةِ وَتَسْهِيلُ سَبِيلِ الْخَيْرِ " لِلصَّوَابِ " أَيْ لِمَا يُوَافِقُ الْوَاقِعَ مِنْ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ " وَ" أَسْأَلُهُ " الْفَوْزَ " أَيْ الظَّفَرَ بِالْخَيْرِ يَوْمَ الْمَآبِ أَيْ الرُّجُوعِ إلَى الله أي يوم القيامة.
1 / 4