175

Fath Shakur

فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور

Baare

محمد إبراهيم الكتاني، محمد حجي

Daabacaha

دار الغرب الإسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٨١ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

وجه الصفقة، ونقطة الدائرة، وحيد عصره، وفريد دهره، قطب أوانه، ومصباح زمانه، من رجال الكمال وأعلام الصوفية والكرامات الظاهرة، والأخلاق الطاهرة. له حظ وافر من العلم والصلاح، جمع بين العلم والعمل، والزهد والورع والإيثار. كان رحمه الله تعالى غرة أهل عصره في سلوك طريق السلف على قدم من الصلاح والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معظما عند الخاصة والعامة، صدرا من صدور العلماء وعلما من أعلام الأولياء، ذا جد واجتهاد ولزوم أذكار وأدعية، تناهى في الفضل والدين والصلاح وقوة اليقين، مشهور بالورع والزهد، من أعلام الدين وايمة الإسلام ومشايخ التقوى، ما سمعنا بمثله في بلدتنا لا قبله ولا بعده، فهو شمس ضحاها، وقمر سيناها. لكل قوم تاج، وتاج بلدتنا عمر الولي. كان - رحمه الله تعالى - عظيم الشأن، نقطة دائرة أهل العرفان، مقطوع النظير ورعا ودينا واجتهادا في العبادة، يميل إلى الوعظ. ولذلك قال فيه الشريف الشاب. وبعد، يا بن ولد المحجوب ... لا زلت تعطي صفوة القلوب كما إلى الوعظ تميل ميلا ... في زمن صار النّهار ليلا فتح له الدعاء نثرا ونظما. ومن دعائه الحسن رحمه الله تعالى: اللهمّ إن كنت بلغت أحدا من خلفك درجة بالبلاء فبلغنيها بالعافية. وحكمه لا يؤتي عليها كثيرة، وظهرت بركته في ذريته، كما هي سنة الله تعالى في عباده الصالحين كما قال الشاعر: رأيت صلاح المرء يصلح أهله ... ويعديهم داء الفساد إذا فسد يعظّم في الدّنيا لفضل صلاحه ... ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد كان يتصدقون عليه في حياته بأنواع الأموال حيوانها وعروضها، ويقبلها منهم وينفق منها ما شاء الله على أهله وأقاربه وغيرهم، وقد كان

1 / 179