إغاثة وغياثة وغوثا، وهو في معنى المجيب والمستجيب. قال تعالى:﴾ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ﴿(١)، إلا أن الإغاثة أحق بالأفعال، والاستجابة بالأقوال. وقد تقع كل منهما موقع الآخر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض فتاويه (٢) ما لفظه: والاستغاثة بمعنى أن تطلب من الرسول- ﵌ ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيه مسلم، ومن نازع في هذا المعنى فهو إما كافر وإما مخطئ ضال.
وأما بالمعنى الذي نفاها رسول الله- ﵌ فهو أيضًا مما يجب نفيها ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو أيضًا كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها.
ومن هذا الباب قول أبي يزيد البسطامي (٣): استغاثة المخلوق (٤) بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق، وقول الشيخ أبي
(١) [الأنفال:٩].
فالاستغاثة في هذه الآية دعاء لكنه دعاء خاص، فلو لم تكن دعاء لكانت مقابلتها بالإجابة غير وجيه.
(٢) مجموع فتاوى (١/ ١١٢).
(٣) هو طيفور بن عيسى البسطامي من الأعلام، كان جده مجوسيا وأسلم، وهم ثلاثة أخوة: آدم وطيفور وعلي، وكلهم زهاد عباد، من الصوفية، وأبو يزيد أجلهم حالا، مات سنة ٢٦١ هـ وقيل: سنة ٢٦٤هـ.
حلية الأولياء (٣٣ - ٤٢) طبقات الأولياء (ص ٣٩٨).
قال ابن تيمية في "مجموع فتاوى" (١٣/ ٢٥٧): وقد جمع أبو الفضل الفلكي- علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الهمداني- كتابا من كلام أبي يزيد البسطامي سماه "النور من كلام طيفور" فيه شيء كثير لا ريب أنه كذب على أبي يزيد البسطامي، وفيه أشياء من غلط أبي يزيد- رحمة الله عليه- وفيه أشياء حسنة من كلام أبي يزيد، وكل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ.
(٤) ذكره ابن تيمية في الفتاوى (١/ ١١٢، ٣٣٠).