Fatawihii Imaam Shawkani
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
Baare
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
Daabacaha
مكتبة الجيل الجديد
Goobta Daabacaadda
صنعاء - اليمن
الأول: ذهب إليه الجمهور (١) أنهم كلهم عدول ﵃ وأرضاهم.
الثاني: أنهم كغيرهم وبه قال الباقلاني.
والثالث: أنهم عدول إلى حين ظهور (٢) الفتن بينهم وهو قول عمرو بن عبيد (٣).
والرابع: أنهم عدول إلا من ظهر فسقه وهو قول المعتزله (٤) وجماعة من الزيدية، والحق ما ذهب إليه الأولون لمخصصات بينهم يتعسر حصرها، منها أن الله سبحانه قد تولى تعديلهم بقوله: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ (٥) وبقوله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾ (٦) أي عدولا، وبقوله تعالى: ﴿لقد رضي الله عن﴾
(١) انظر إرشاد الفحول (ص ٦٩)، الاستيعاب (١/ ٩)، المسودة (ص ٢٤٩) وقال إمام الحرمين بالإجماع- ولعل السبب فيه أنهم نقلة الشريعة، ولو ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة على عصر الرسول ﷺ ولما استرسلت على سائر الأعصار.
انظر: البحر المحيط (٤/ ٢٩٩).
(٢) " أما ما وقع بينهم من الحروب والفتن فتلك أمور مبنية على الاجتهاد وكل مجتهد مصيب أو المصيب واحد والمخطئ معذور بل ومأجور، وكما قال عمر بن عبد العزيز: تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا نخضب بها ألسنتنا ..
البحر المحيط (٤/ ٢٩٩).
(٣) هو عمرو بن عبيد بن باب التيمي بالولاء أبو عثمان البصري شيخ المعتزلة ولد سنة٨٠ هـ، توفي سنة ١٤٤هـ كان جده من سبي كابل عاش في البصرة، وعاصر واصل بن عطاء وكان تربا له، فلما قام واصل بحركته انضم إليه وآزره. فأعجب واصل به وزوجه أخته وقال: زوجتك برجل ما يصلح إلا أن يكون خليفة. وقد أصبح- عمرو- شيخ المعتزلة بعد واصل. له رسائل وخطب وكتب منها: "
التفسير"، "والرد على القدرية ".
انظر: الأعلام للزركلي (٥/ ٨١) ميزان الاعتدال (٢/ ٢٩٥ - ٢٩٦).
(٤) سيأتي التعريف بها (ص ٦٥٦).
(٥) [آل عمران:١١٠].
(٦) [البقرة: ١٤٣].
1 / 213