أَي يناجيه، وَقد يكون لموافقة فَعَلَ؟ (جَاوَزْتُه) بِمَعْنى جُزْتُه و(هَاجَرْتُه) أَي هَجَرْته، وَبِمَعْنى أَفْعَلَ؟ (بَاعَدْتُه) أَي أَبْعَدْتُه و(تَابَعْتُ الصومَ) أَتْبَعْتُ بعضه ببعضٍ، وَإِلَى هَذَا الْوَزْن أَشَارَ بقوله (مَعَ والى) ١ وَهُوَ يحْتَمل أَنه من الْمُوَالَاة بِمَعْنى المناصرة فَيكون من الِاشْتِرَاك، أَو من الْمُوَالَاة بِمَعْنى الْمُتَابَعَة للصَّوْم وَنَحْوه فَيكون بِمَعْنى أَفْعَلَ.
وَمِنْهَا فَعَّلَ:
؟ (وَلَّى) بِتَضْعِيف الْعين وَهُوَ للتعدية كهمزة أَفْعَلَ نَحْو كَرَّمْتُه وفَرَّحْتُه وعَلَّمْتُه، وَيكون أَيْضا لإِفادة التكثير نَحْو ﴿وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ ٢ ﴿وَقَطَّعْنَاهُم﴾ ٣ ﴿وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ﴾ ٤، وَيكون للسلب والإِزالة؟ (قَذَّيْتُ عَيْنَهُ) ٥ و(قَذَّيْتُ٦ البعيَر) أَي أزلت عَنهُ القذى والقراد، وَيكون للتصيير؟ (أَمَّرْتُه) و(وَلَّيْتُه) و(عَدَّلْتُه) و(فَسَّقْتُه) أَي جعلته أَمِيرا وواليًا وعدلا وفاسقًا، ولاختصار حِكَايَة الْمَعْنى الَّذِي صِيغ مِنْهُ نَحْو: (كبَّرْتُ الله) و(سَبَّحْتُه) و(حَمَّدْتُه) و(هَلَّلْتُه) أَي قلت الله أكبر، وَسُبْحَان الله، وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، ولموافقة تَفَعْلَلَ:؟ (فَكَّرَ) وتَفَكَّرَ [٢٩ ب] و(وَلَّى) وتَوَلَّى أَي أدبر، وَمِثَال النَّاظِم يحْتَملهُ، وَيحْتَمل التَّوْلِيَة بِمَعْنى التصيير.
١ - من قَوْله:
كأعلم الْفِعْل يَأْتِي بِالزِّيَادَةِ مَعَ ... والى وولّى استقام احرنجم انفصلا
٢ - سبأ:١٩.
٣ - الْأَعْرَاف:١٦٠.
٤ - يُوسُف: ٢٣.
٥ - فِي ح كقذيته عَنهُ، وَفِي ف كقذّيت عَنهُ، والتصويب من بحرق.
٦ - فِي ح وقذذت الْبَعِير.