Fathul Majiid
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
Tifaftire
محمد حامد الفقي
Daabacaha
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
Daabacaad
السابعة
Sanadka Daabacaadda
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
Goobta Daabacaadda
مصر
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
خلقه من أنثى بلا ذكر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ١ فليس ربا ولا إلها. سبحان الله عما يشركون. قال تعالى: ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّاِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ٢﴾ . وقال: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا﴾ ٣، ويشهد المؤمن أيضا ببطلان قول أعدائه اليهود: إنه ولد بغي، لعنهم الله تعالى. فلا يصح إسلام أحد علم ما كانوا يقولونه حتى يبرأ من قول الطائفتين جميعا في عيسى ﵇، ويعتقد ما قاله الله تعالى فيه: أنه عبد الله ورسوله.
قوله: "وكلمته" إنما سمي عيسى ﵇ كلمة لوجوده بقوله تعالى: " كن " كما قاله السلف من المفسرين. قال الإمام أحمد في الرد على الجهمية٤: "بالكلمة التي ألقاها إلى
١ سورة آل عمران آية: ٥٩.
٢ في قرة العيون: فبين تعالى الصراط المستقيم الذي من سلكه نجا ومن خرج منه هلك. وقال تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين) فبين تعالى الصراط المستقيم بيانا شافيا ووافيا، وأقام حججه على توحيده فأحق الحق وأبطل الباطل ولو كره المشركون.
٣ سورة النساء آية: ١٧٢.
٤ صفحة ٢٠ طبعة عيسى الحلبي وأولاده في باب: ثم إن الجهمي ادعى أمرا فقال: إنا وجدنا آية في كتاب الله تدل على أن القرآن مخلوق. فقلنا: أي آية؟ قال: قول الله: (إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم) وعيسى مخلوق.
1 / 41