Fathul Majiid
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
Tifaftire
محمد حامد الفقي
Daabacaha
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
Daabacaad
السابعة
Sanadka Daabacaadda
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
Goobta Daabacaadda
مصر
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
ولأحمد بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: " رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح; كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم "١. فإذا كان هذا عظم هذه المخلوقات فخالقها أعظم وأجلّ وأكبر. فكيف يسوّى به غيره في العبادة: دعاء وخوفا ورجاء وتوكلا وغير ذلك من العبادات التي لا يستحقها غيره؟ فانظر إلى حال الملائكة وشدة خوفهم من الله تعالى، وقد قال تعالى: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ ٢.
فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله ﷿.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآية.
الثانية: ما فيها من الحجة على إبطال الشرك، خصوصا ما تعلق على الصالحين، وهي الآية التي قيل: إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب.
الثالثة: تفسير قوله: ﴿قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ ٣.
الرابعة: سبب سؤالهم عن ذلك.
الخامسة: أن جبرائيل يجيبهم بعد ذلك بقوله: "قال كذا وكذا".
السادسة: ذكر أن أول من يرفع رأسه جبرائيل.
السابعة: أنه يقول لأهل السماوات كلهم، لأنهم يسألونه.
الثامنة: أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم.
التاسعة: ارتجاف السماوات بكلام الله.
العاشرة: أن جبرائيل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله.
الحادية عشرة: ذكر استراق الشياطين.
قوله: "ثم ينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله ﷿ من السماء والأرض"
١ صحيح: أحمد (١/ ٣٩٥، ٣٩٨، ٤٠٧، ٤١٢، ٤٦٠) . وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٤٥٨) وأول الحديث حتى قوله "ستمائة جناح". عند البخاري (٣٢٣٢) في بدء الخلق: باب إذا قال أحدكم آمين.. ومسلم (١٧٤) (٢٨٠) كتاب الإيمان: باب في ذكر سدرة المنتهى.
٢ سورة الأنبياء آية: ٢٦-٢٩.
٣ سورة سبأ آية: ٢٣.
1 / 202