Fathul Majiid
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
Baare
محمد حامد الفقي
Daabacaha
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
Lambarka Daabacaadda
السابعة
Sanadka Daabacaadda
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
Goobta Daabacaadda
مصر
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
ابتلي الناس بهذا لا سيما في مولد البدوي١.
وقال الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي في الرد على من أجاز الذبح والنذر للأولياء: فهذا الذبح والنذر إن كان على اسم فلان فهو لغير الله، فيكون باطلا. وفي التنزيل ﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ ٢، ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَه ُ﴾ ٣ والنذر لغير الله إشراك مع الله، كالذبح لغيره.
قوله: " وفي الصحيح عن عائشة – ﵂ – أن رسول الله ﷺ – قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه".
قوله: "في الصحيح" أي صحيح البخاري.
قوله: "عن عائشة" هي أم المؤمنين، زوج النبي صلي الله عليه وسلم وابنة الصديق ﵄ تزوجها النبي صلي الله عليه وسلم وهي ابنة سبع سنين، ودخل بها وهي ابنة تسع٤ وهي أفقه النساء مطلقا، وهي أفضل أزواج النبي صلي الله عليه وسلم إلا خديجة ففيها خلاف٥ ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح ﵂.
_________
١ أحمد البدوي بطنطا لا يعرف له تاريخ صحيح، واضطربت الأقوال فيه، والمشهور أنه كان جاسوسا لدولة الملثمين. وكان داهية في المكر والخديعة. وقبره أكبر الأصنام في الديار المصرية; مثل هبل الأكبر أو اللات في الجاهلية. يؤتى عنده من أنواع الشرك الأكبر، وتقدم له النذور ويجعل له الفلاحون النصف والربع في أنعامهم وزروعهم، بل وأولادهم، فيأتي الرجل بنصف مهر ابنته ويضعه في الصندوق قائلا: هذا نصيبك يا بدوي، ويقام له كل عام ثلاثة موالد، يشد الرحال إليها الناس من أقصى القطر المصري، ويجتمع في المولد أكثر من ثلاثمائة ألف حاج إلى هذا الصنم الأكبر. عجل الله بهدمه وحرقه هو وغيره من كل صنم في مصر وغيرها.
٢ سورة الأنعام آية: ١٢١.
٣ سورة الأنعام آية: ١٦٢-١٦٣.
٤ عقد عليها قبل الهجرة بسنة، وبنى بها بعد الهجرة بسبعة أشهر تقريبا.
٥ في قرة العيون: بل لا يقال: خديجة أفضل ولا عائشة أفضل. والتحقيق أن لخديجة من الفضائل في بدء الوحي ما ليس لعائشة من سبقها إلى الإيمان بالنبي ﷺ، وتأييده في تلك الحال التي بدئ بالوحي فيها كما في صحيح البخاري وغيره، فما زالت كذلك حتى توفيت ﵂ قبل الهجرة، ولعائشة من العلم والأحاديث والأحكام ما ليس لخديجة لعلمها بأحوال النبي ﷺ ونزول القرآن وبيان الحلال والحرام، وكان الصحابة ﵃ بعد وفاته ﷺ يرجعون إليها فيما أشكل عليهم من أحوال النبي ﷺ وحديثه - صلوات الله وسلامه عليه - ورضي عن أصحابه وأزواجه.
1 / 160