Furashadii Carabta ee Masar
فتح العرب لمصر
Noocyada
مع تفصيل أعظم، فقال: إن المنارة لا يماثلها شيء في بلاد العالم في قوة بنائها ونظامها؛ فهي من أصلب الصخور صب بينها الرصاص المنصهر، حتى إن حجارتها لا ينفصل بعضها عن بعض. ويصل ماء البحر إليها من جهة الشمال، وعلوها نحو ثلاثمائة ذراع، كل ذراع ثلاثة أشبار؛ فطولها مثل قامة مائة رجل؛ منها سبعون قامة بين الأرض والطبقة الوسطى، وست وعشرون قامة بين الطبقة الوسطى والقمة، وعلو المصباح الذي بها أربع قامات.
55
وهيئة بناء برج المنارة معروفة لا شك فيها؛ فقد كانت ذات طبقات أربع، كل منها أضيق قطرا من الطبقة التي أسفلها. وكانت الطبقة الأولى مما يلي الأرض مربعة، والتي تليها ذات ثمانية أضلاع، وكانت الثالثة مستديرة، وأما الطبقة العليا فكانت مصباحا مكشوفا، وبها مواضع للنار التي يهتدى بها، ومرآة عجيبة. وكان في أعلى الطبقة الأولى المربعة طنف عريض عند قاعدة الطبقة الثانية المثمنة يشرف على المدينة والبحر، وكان بين الطبقة المثمنة والطبقة الدائرية التي فوقها طنف آخر أقل اتساعا من الأول،
56
ولكنه يشبهه. وكان الصعود إليها على سلم يغطيه سقف من الحجارة
57
يصل بين جدرانها، وكان تحت السلم غرف عدة، ويضيق ما بين السلم من الفراغ بعد الطبقة الثانية، حتى يتضاءل الفضاء الذي بداخل المنارة فلا تبقى إلا فرجة صغيرة كالبئر في وسطه، وكان الضوء يصل إليها من نوافذ في جدارها كله من أعلاه إلى أسفله.
58
وقد عجب العرب من عدد غرف المنارة ومن تداخلها؛ فقال المقريزي: ويقال إن كل من دخل المنارة اختبل وضل الطريق مما بها من الغرف العدة والطبقات والمماشي. وقيل إن المغاربة عندما جاءوا إلى الإسكندرية في خلافة المقتدر، دخل جماعة منهم إلى المنارة على ظهور الخيل، فضلوا طريقهم حتى جاءوا إلى شق في كرسي الزجاج الذي على هيئة السرطان،
59
Bog aan la aqoon