175

Furashadii Carabta ee Masar

فتح العرب لمصر

Noocyada

وكان هؤلاء الجان على صورة الإنسان، لهم رءوس كالقباب وعيون تمزق الأسود. وقد ورد عن ذلك رأي آخر، وهو أن الأحجار كانت في الأزمان السالفة لينة كالطين، أو كما قال كاتب آخر: «وكان من السهل أن يعمل الناس قبل الظهر في محاجر المرمر؛ إذ يكون المرمر كأنه العجين في لينه، ولكنه يصير بعد الظهر صلبا يتعذر اقتلاعه.»

وهذه القصص تظهر دهشة العرب مما رأوا من الأبنية التي صارت ملكا لهم. وإنه لمن المؤلم أن يقرأ الإنسان أخبار تخريبها وهدمها، ولكن العدل يقضي علينا أن نذكر أن أكثر ذلك التخريب كان من فعل الزلازل، فما أتى القرن الحادي عشر حتى كانت المدينة كلها أطلالا خربة، ولكن العجب أن يذكر كتاب ذلك العصر أن الأعمدة كانت لا تزال قائمة،

42

ويقولون إن عدتها كانت خمسمائة. وقد رآها الإدريسي بعد مائة عام من ذلك الوقت، وقال في وصف ذلك إن العمود الأكبر كان حوله فضاء فيه ستة عشر عمودا عند كل من جانبيه الضيقين، وسبعة وستون عمودا عند كل من طرفيه العريضين.

43

وقال بنيامين «التودلي»،

44

وقد زار المدينة في عام 1160، إنه رأى بناء عظيما جميلا فيه أعمدة من المرمر تفصل بين حجراته الكثيرة، وقال إن ذلك كان في «مدرسة أرسطو». وذلك مثل ما يقوله الكتاب المسلمون؛ إذ يسمونه «قبة أرسطو» أو «بيت الحكمة». غير أنه حدث في عام 1167 أن حاكما جاهلا للإسكندرية اسمه «قراجا»، وكان من وزراء صلاح الدين، أمر بهدم هذه الأعمدة، وحمل أكثرها إلى البحر فألقاها فيه ليحول بين العدو وبين النزول إلى البر.

45

ومنذ ذلك الحين بقي عمود «دقلديانوس» وحده في مجده، بقية مما كان في قلعة الإسكندرية

Bog aan la aqoon