Furashadii Carabta ee Masar
فتح العرب لمصر
Noocyada
وكان في البعض الآخر مشاهد لآلهة مصر القديمة، وكان في بعض مواضع من حرم هذا المعبد مسلتان قديمتان، وحوض ماء عظيم من المرمر فائق الجمال. وكان العمود العظيم المعروف بعمود دقلديانوس في وقت فتح العرب قائما فوق القلعة مشرفا عليها،
37
على أننا لسنا نعلم في أي وقت أقيم. وكان في موضع من السرابيوم كنيسة باسم القديس «يوحنا المعمدان»، وكان فيه سوى هذه كنائس أخرى كانت لا تزال عند ذلك قائمة، منها كنائس القديسين «قزمان» و«دميان» و«الإنجيليون».
38
وقد بقيت الكنيسة الأخيرة إلى ما بعد الفتح، ولكنها كانت يخشى عليها التهدم، فأعيد بناؤها في أواخر القرن السابع، وقام على ذلك البطريق إسحاق.
39
بقي علينا أن نذكر بناء آخر، وهو البناء الملاصق لمدخل السرابيوم، ويعد جزءا منه، وهو «الأقوس»، ومعناه البيت. ويمتاز عن سائر بناء القلعة بأن كانت له قبة مذهبة عالية قائمة على دائرة مزدوجة من الأعمدة. ولم يتضح لنا القصد من هذا البناء، ولعله لم يقصد منه غير الزينة. والظاهر أنه بقي بعد أن تهدم المعبد، ويرد ذكره في أخبار العرب مع «عمود السواري».
40
وقد قيلت في ذلك العمود قصص عجيبة؛ فقيل إنه كان جزءا من معبد بناه سليمان. وهذا ما ذهب إليه أصحاب الرأي السائد. وقال ابن الفقيه: إن الإنسان إذا رمى عليه قطعة من الخزف أو الزجاج، وقال عند ذلك «باسم سليمان بن داود تكسري»؛ انكسرت، ولكنه إذا لم يذكر ذلك الطلسم لم تنكسر. وقيلت قصة أخرى، وهي أن الإنسان إذا أقفل عينيه وسار إلى ذلك العمود لم يستطع أن يبلغه. وقال السيوطي في سذاجة إنه قد جرب ذلك الأمر بنفسه مرارا وظهر له صدقه، وقال ذلك المؤرخ إن «أهل العلم في الإسكندرية» يذكرون أن هذا العمود كانت عليه قبة جلس تحتها أرسطاطاليس وهو ينظر في علم الفلك، وهذه بقية من ذكر القبة والمكتبة. وقد روى المقريزي عن المسعودي وصفا للسرابيوم، وهو وصف لا بأس به، فقال: «وكان بالإسكندرية قصر عظيم لا يماثله قصر في بلاد العالم، قائم على تل عظيم تجاه باب المدينة، وكان طوله خمسمائة ذراع في عرض مائتين وخمسين، وله باب عظيم كل جانب منه قطعة واحدة من الصخر، وكذلك أعلاه حجر واحد، وكان في ذلك القصر مائة عمود، وفي صدره عمود عظيم لم ير مثله في الحجم، وله قمة كالتاج.» ويقول الكاتب نفسه إن ذلك العمود يهتز عند هبوب الريح عليه. وكان الاعتقاد السائد أن هذه الأبنية أقامها الجن والعمالقة من البشر الأوائل. قال السيوطي إنه قد بنى الجان لسليمان في الإسكندرية إيوانا للاجتماع، به ثلاثمائة عمود علو كل منها ثلاثون ذراعا، وكانت من المرمر المجزع بلغ من صقله أن صار كالمرآة يرى الإنسان فيه من يسير خلفه، وكان في وسط الإيوان عمود علوه مائة ذراع وأحد عشر ذراعا، وكان سقفه قطعة واحدة مربعة من المرمر الأخضر نحته الجن،
41
Bog aan la aqoon