Furashadii Carabta ee Masar
فتح العرب لمصر
Noocyada
ولم يبق شيء من وصف ما في تلك الكنيسة من داخلها، ولكن الذي لا شك فيه أنها كانت على طراز الكنائس البيزنطية (البازليكية)، وأنها بقيت على ما كان بها من الحلية الجليلة والزينة البديعة. وكان آخر ما عهدته تلك الكنيسة من مشاهد المجد في عهد الإمبراطورية صلاة الفرح بعودة قيرس، ولا بد أن خطبته إذ ذاك كان لا يزال يذكرها من شهد دخول عمرو بجيشه إلى المدينة، ولكنها لم تبق مدة طويلة بعد فتح العرب؛ فلم يبق إلا اسمها في صورته العربية، وهو القيصرية. وكان يسمى به في أول الأمر نوع من القصور أو الأبنية العامة، ثم وصل إلينا بعد أن دخل على دلالته تغيير.
19
وقد عجب العرب أشد العجب من المسلتين من الصخر المحبب الأحمر (الجرانيت) اللتين كانتا في صدر الكنيسة، وكان مؤرخوهم يكثرون من وصفهما؛ فقال اليعقوبي (وهو من كتاب القرن التاسع) إنه قد كان هناك مسلتان من الحجر الملون تحتهما قاعدتان من البرونز على شكل الجعل، وعليهما نقوش قديمة.
20
وقال مثل ذلك ابن رستاه (وهو من كتاب القرن العاشر)، فوصف أثرين كل منهما على شكل منارة مربعة تحتهما قاعدتان على صورة العقرب من النحاس أو الشبه، وعليهما نقوش، وقيل إن صورة العقرب قد صهرت بنار أوقدت تحتها فوقع الأثران.
21
وجاءت قصة في كتاب ابن الفقيه (وهو ممن كان يعيش في أيام ابن رستاه)، وفي هذه القصة بدأ الخطأ العجيب الذي خلط بين هاتين المسلتين وبين «الفاروس»، وهي التي كان العرب يسمونها منارة الإسكندرية، قال إن منارة الإسكندرية قائمة في البحر على قاعدة من الزجاج على شكل الجعل. وقال: ولها عمودان قائمان على قاعدتين؛ إحداهما من الزجاج، والأخرى من الشبه، وكانت قاعدة الشبه على صورة العقرب، وقاعدة الزجاج على صورة الجعل.
22
فما إن أتى عهد المسعودي حتى كانت هذه القصة قد اتخذت صورة ثابتة، وأصبحت خرافة يبتهج العرب بذكرها، فقال المسعودي: وكانت المنارة قائمة على أساس من الزجاج له صورة السرطان، وكان بناؤها على لسان من الأرض بارز في البحر، وكان على رأسها صور من معدن الشبه؛ إحداها تشير بيمناها إلى الشمس وتدور معها في السماء، فإذا غربت الشمس وضعت يدها؛ وصورة أخرى تشير إلى البحر في الجهة التي يأتي منها العدو، فإذا ما اقترب من المدينة خرج منها صوت هائل يسمع على بعد ثلاثة أميال، فينذر أهل المدينة بالخطر.
23
Bog aan la aqoon