301

Fath Baqi

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

Tifaftire

عبد اللطيف هميم وماهر الفحل

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Daabacaad

الطبعة الأولى

Sanadka Daabacaadda

1422 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

(ففي البُخَارِيِّ احْتِجَاجًا عِكْرِمَهْ) أي: فعِكْرِمَةُ التَّابِعيُّ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ مُخرَّجٌ لَهُ فِي"صَحِيْح البُخَارِيِّ" عَلَى وَجْهِ الاحتجاجِ بِهِ (١)، فَضْلًا عَنْ المتَابعاتِ، ونحوِها، مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الكلام، لتَبَيُّنِ أنَّه ثقةٌ (٢)، (مَعَ ابنِ مَرْزوقٍ) عَمْرٍو الباهِليّ (٣)، لَكِنْ متابعةً، لا احتجاجًا.
(وغيرُ) بالرفع عَطفًا عَلَى «عِكْرِمةَ»، وبالجرِّ عَطفًا عَلَى «ابنِ مَرْزُوقٍ» مضافًا فِيْهِمَا إلى (تَرْجَمَهْ) بِجَعْلِها اسمًا مُرادًا بِها الرَّاوِي الذي خرَّجَهُ البُخَارِيُّ، أطلَقَتْ عَلَيْهِ مَجازًا عَن الْمَصْدَرِ الواقعِ عَلَيْهِ، والمعنى: وغيرُ راوٍ، كإسماعيلَ بنِ أبي أُوَيْسٍ (٤)، وَعَاصمِ بنِ عَلِيٍّ (٥).
(و) كَذَا (احتجَّ مُسْلِمٌ بمَنْ قَدْ ضُعِّفَا) من غيرِهِ (نَحْوَ سُوَيْدٍ) هُوَ ابن سعيدٌ
(إِذْ ب) مُطْلَقِ (جرحٍ مَا اكتَفَى) مُسْلِمٌ، كالبخاريِّ؛ لأنَّ سُوَيدًا صَدوقٌ فِي نفسِهِ، كَمَا قالَهُ جَمَاعَةٌ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ (٦).
وأكثرُ مَنْ فسَّر الجرحَ فِيهِ، ذَكَرَ أنَّهُ لما عَمِيَ ربَّما يُلقَّنَ (٧) الشيءَ، وهذا وإن كَانَ قادحًا، فإنَّما يَقْدَحُ فِيْمَا حدَّثَ بِهِ بَعْدَ العَمَى، لا فِيْمَا قَبْلَهُ (٨).

(١) «به»: سقطت من (ع).
(٢) انظر: ترجمته في تهذيب الكمال ٥/ ٢٠٩ (٤٥٩٨)، وقد أطال الكلام عنه ابن حجر في هدي الساري ٤٢٥ - ٤٣٠ فانظره تجد فائدة.
(٣) هو أبو عثمان عمرو بن مرزوق الباهلي البصري، ثقة له أوهام، أثنى عليه أبو حاتم وغيره، توفي سنة
(٢٢٤ هـ). (الجرح والتعديل ٦/ ٢٦٣، والكاشف ٢/ ٨٨ (٤٢٢٨)، والتقريب (٥١١٠).
(٤) هو أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني، ابن اخت الإمام مالك مكثر فيه لين وله أخطاء، أفحش النسائي القول فيه، توفي سنة (٢٢٦ هـ). الكامل ١/ ٥٢٥، وتذكرة الحفاظ ١/ ٤٠٩، والتقريب (٤٦٠).
(٥) هو أبو الحسين عاصم بن علي الواسطي، عالم صاحب حديث من أئمة السنة، صدوق ربّما وهم، توفي سنة (٢٢١ هـ). تاريخ بغداد ١٢/ ٢٤٧، وميزان الاعتدال ٢/ ٣٥٤، والتقريب (٣٠٦٧).
(٦) هو سويد بن سعيد بن سهل الهروي أبو محمد الحدثاني، صدوق في نفسه، إلا أنّه عمي فصار يتلقن، أغلظ القول فيه ابن معين، توفي سنة (٢٤٠ هـ). ميزان الاعتدال ٢/ ٢٤٨، والتقريب (٢٦٩٠)، وطبقات المدلسين: ٥٠.
(٧) في (م): «تلقن».
(٨) انظر: شرح التبصرة والتذكرة ٢/ ٢٤، وفتح المغيث ١/ ٣٣٤.

1 / 316