246

Fath Baqi

فتح الباقي بشرح ألفية العراقي

Tifaftire

عبد اللطيف هميم وماهر الفحل

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى

Sanadka Daabacaadda

1422 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

قَالَ ابنُ الصلاحِ: «مَعْرِفَةُ عِلَلِ الحديثِ مِنْ أجَلِّ عُلُومِهِ وأدَقِّها وأشرَفِها، وإنَّما يَتَضَلَّعُ (١) بذلكَ أهلُ الحِفْظِ، والخِبْرَةِ، والفَهْمِ الثَّاقِبِ» (٢).
(وَسَمِّ) أنتَ (ما) هوَ مِنَ الحديثِ (بِعِلَّةٍ) خَفِيَّةٍ مِنْ عِلَلِهِ الآتيةِ، في سندٍ، أو متنٍ (مَشْمُولُ مُعَلَّلًا)، كما عَبَّرَ بهِ ابنُ الصَّلاحِ (٣).
(ولاَ تَقُلْ) فيهِ: هُوَ (مَعْلُولُ) وإنْ وَقَعَ في كلامِ كثيرٍ مِنْ أهلِ الحديثِ (٤)، والأصولِ، والكلامِ، والعَرُوْضِ؛ لأنَّهُ مِنْ «عَلَّهُ الشَّرَابُ»، إذا سقاهُ (٥) مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، لا مِمَّا نَحنُ فيهِ، وقالَ ابنُ الصلاحِ: «إنَّهُ مرذُوْلٌ عِنْدَ أهلِ العربيةِ، واللُّغَةِ» (٦)، والنَّوَوِيُّ: «إنَّهُ لَحْنٌ» (٧).
قَالَ النَّاظِمُ (٨): «والأجودُ الْمُعَلُّ (٩) كما هوَ في عبارةِ بعضِهِمْ، وأكثرُ عِباراتِهِم في الفِعْلِ: أعَلَّهُ فلانٌ بِكَذا، وقياسُهُ: مُعَلٌّ، وهوَ المعروفُ لغةً قالَ الْجَوْهَريُّ (١٠): لا أَعَلَّكَ اللهُ أي: لا أصابَكَ بِعِلَّةٍ». انتهى.
وقولُهُ: والأجودُ «الْمُعلُّ» أي: أجودُ مِنَ المعلُولِ، أو منهُ، ومِنَ المعلَّلِ تغليبًا، وإلاَّ فالْمُعَلَّلُ لا جَوْدةَ فيهِ؛ فإنَّهُ لا يجوزُ أصلًا إلاَّ بتجوُّزٍ؛ لأَنَّهُ ليسَ مِنْ هَذَا البابِ، بلْ

(١) في معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح: «يضطلع».
(٢) معرفة أنواع علم الحديث: ٢١٩.
(٣) معرفة أنواع علم الحديث: ٢١٩ - ٢٢٠.
(٤) كالترمذي، وابن عدي، والدارقطني، وأبي يعلى الخليلي، والحاكم وغيرهم. انظر: شرح التبصرة١/ ٣٦٤، والنكت الوفية: ١٥٩/أ، وفتح المغيث١/ ٢١٠، وتدريب الرّاوي١/ ٢٥١.
(٥) في (م): «إذا أسقاه».
(٦) معرفة أنواع علم الحديث: ٢١٩.
وانظر في مباحثات التسمية: نكت الزركشي ٢/ ٢٠٤، ومحاسن الاصطلاح ١٩٤، والنكت الوفية ١٥٩ / أ، وفتح المغيث ١/ ٢٢٤، وتدريب الراوي ١/ ١٣٤، وتوضيح الأفكار ٢/ ٢٥، وأثر علل الحَدِيْث: ١١، والحديث المعلل للدكتور خليل ملا خاطر ١١.
(٧) التقريب: ٧٥، وقد تحرّف في (م) إلى: «لحسن»، وهو خطأ أحال المعنى.
(٨) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣٦٤ - ٣٦٥.
(٩) قال البقاعي في النكت الوفية ١٥٩/ أ: «الأجود يفهم أن في استعمال معلل جودة ما، وليس كذلك؛ فإنه لا يجوز أصلًا، فيحمل على أن مراد الشّيخ أنه أجود من المعلول».
(١٠) الصحاح ٥/ ١٧٧٤.

1 / 261