ومضارع وأمر. ولابد لكل فعل من مصدر ومن فاعل. فإن كان متعديًا فلابد له من مفعول به، وقد يحذف الفاعل ويقام المفعول به مقامه فيحتاج إلى تغيير صيغة الفعل له، ولابد أيضًا لوقوع الفعل من زمان ومكان، وقد يكون للفعل آلة يفعل بها، فانحصرت أبواب هذه المنظومة فيما ذكر من باب الفعل المجرد وتصاريفه. وباب أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين من المجرد والمزيد فيه، وباب أبنية المصادر مجردة ومزيدة فيها، وباب أسماء الزمان والمكان وما يلتحق بهما من الآلة وغيرها.
وإحكام الشيء إتقانه وضبطه، والتصرف: التقلب، وتصريف الشيء: تقليبه من حال إلى حال. وعلم التصريف في الاصطلاح ما سبق. ويحز بالحاء المهملة أي يحوي ويحيط، يقال حازه يحوزه حوزًا وحيازة أي ضمه وأحاط به. والسبل جمع سبيل وهو الطريق يذكر كل منهما ويؤنث، وباب الشيء ما يدخل منه إليه. والمعنى: إن من أحكم علم التصريف حوى أبواب اللغة وأحاط بطرقها. وأنت تعلم أن الناس في ذلك أصناف: صنف عرف الأبنية والأوزان فهذا تصريفي فقط، كمن يعلم مثلًا أن مضارع فعل المضموم مضموم ككرم يكرم، وأن قياس اسم الفاعل منه على فعل وفعيل كسهل وظريف، وقياس مصدره الفعالة والفعولة كالشجاعة والسهولة، إلا أن هذا مفتقر إلى علم اللغة الفارق له بالنقل عنهم بين فَعُلَ بالضم وفَعِلَ بالكسر وفَعَلَ بالفتح. وصنف ثانِ أشرف على مواد علم اللغة بالنقل والمطالعة ولا يعرف الموازين والأقيسة التي يرد بها كل نوع إلى نوعه، فهذا لغوي فقط لا يذوق حلاوة علم اللغة. وصنف ثالث عرف الموازين والأقيسة أولًا ثم تتبع مواد اللغة نقلًا فهذا هو المتقن الذي أحكم علم التصريف وحاز سبل
1 / 28