149

Fath Al-Andalus

فتح الأندلس

Noocyada

فتوهم ألفونس أنه يسمع صوت يعقوب ولكن الزي غير الزي. أما أوباس فعرفه فقال: «هذا يعقوب وقد وفى بنذره وأصلح لحيته واغتسل.»

فتذكر ألفونس شيئا من ذلك منذ اجتمع بعمه في طليطلة، فنظر إلى يعقوب فإذا هو حسن الهندام، وقد أصلح لحيته وتزيا بزي حاخامي اليهود تماما، فقال له: «وما ذلك يا يعقوب؟»

قال: «قد آن لي الوفاء بالنذر والتحرر من ربقة الذل؛ إذ أصبح الناس بعد هذا الفتح أحرارا يتبع كل رجل دينه. وأنا من نعم الله يهودي جنسا ودينا، فأحب الرجوع إلى مذهبي فأصلي في كنيستي وأقرأ كتابي.»

وباتوا تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يجدوا أوباس في خيمته ولا في سائر المعسكر، ولا عثروا عليه من ذلك الحين، فعلموا أنه ذهب للتنسك كما قال.

وأما ألفونس ويوليان فظلا عونا لطارق وجنده حتى أتم فتح الأندلس، وقلما لاقى مشقة بعد تلك الموقعة إلا في أستجة، فإنهم ساروا إليها توا بعد موقعة شريش، وحاربوا هناك حربا شديدة، فلما فتحوها وقع الرعب في قلوب الناس، وهربوا إلى طليطلة، فأشار يوليان على طارق أن يفرق جيوشه في مدن الأندلس لأن الناس أخلوها وساروا إلى العاصمة، فبعث جيشا إلى قرطبة وجيشا إلى غرناطة وجيشا إلى مالقة وجيشا إلى تدمير، وسار هو ومعظم الجيش إلى طليطلة، فوجدها خالية لأن أهلها هاجروا إلى مدينة خلف الجبل. أما الجيش الذي سار إلى قرطبة فقد دلهم راع على ثغرة فدخلوا منها البلد وملكوه. والذين قصدوا تدمير فتحوها بالسيف وفتحوا غيرها من المدن. أما طارق فلما رأى طليطلة فارغة ضم إليها اليهود وترك معهم رجالا من أصحابه، وسار لإتمام الفتح كما هو مفصل في كتب التاريخ.

Bog aan la aqoon