فقال، وهو يلاعب بند سيفه: «سمعتك وأجبتك.»
فقال طارق: «قم إلي لأسألك سؤالا.»
فوقف وقال: «وما سؤالك؟ اسأل كل ما تريده واطلب ما شئته إلا أسيرتي، فإنها لي ولا حاجة إلى كثرة الكلام.» قال ذلك وهو يصلح عمامته كأنه يستعد للنزال.
فضحك طارق حتى بانت نواجذه وقال: «لا أدري ما سبب غضبك ونحن لم نخاطبك في شيء بعد. ألا سمعت قولنا ثم قلت ما تقوله؟»
قال بدر: «قل فإني سامع.»
فقال طارق: «احك لنا كيف عثرت على هذه الأسيرة؟»
الخصام
فقص عليهم بدر القصة باختصار حتى انتهى إلى فرار رودريك، وكيف أنه قتل الأب مرتين ثم غرق هو في النهر. وكان ألفونس وأوباس لا يفهمان ما يقول، فتقاربا واستدعيا سليمان ليترجم لهما. فلما وصل إلى مقتل مرتين بيد رودريك قال أوباس في نفسه: «لم يكن يليق قتله بغير تلك اليد.» ولما فرغ بدر من قصته قال له طارق: «لا شك أنك استأثرت بهذه الأسيرة وأنت لا تعلم أنها ابنة الكونت يوليان.»
قال: «نعم. إني لم أكن أعلم ذلك ولكن علمي لا يغير شيئا من عزمي.» قال ذلك وتحول يريد الرجوع إلى مقعده فناداه طارق بصوت فيه الجد وقال له: «كيف لا يتغير عزمك والكونت يوليان هو الذي أكسبنا هذا النصر، ولولاه لم ندخل هذه البلاد؟ أيليق بنا أن نسيء إلى ابنته ووحيدته؟ فأرجعها إليه ولك ما شئت من أسرى هذه الجزيرة وغنائمها ...»
فقال: «لا أريد شيئا غير هذه. وهي غنيمتي في الحرب وهو الذي منعني بالأمس غنيمتي الأولى لأنها لم تؤخذ في أثناء القتال، وهذه؟ ألم أغنمها في ساحة الوغى؟ ألم أحارب ملك القوط من أجلها؟ وقد قتلته وكان قتله سببا في فشل جنده. أتستكثرون علي فتاة أسرتها وقد تركت لكم نصيبي من سائر الغنائم؟»
Bog aan la aqoon