131

Fath Al-Andalus

فتح الأندلس

Noocyada

قال: «ذلك ما جئتك من أجله، ولكن اعلم يا مولاي أن الأمر على خطورته يتوقف حله على أمر هين.» وقص عليه حال ألفونس وما دار بينه وبين يعقوب بشأنه إلى أن قال: «وقد جئت الآن ألتمس منك كتابا إلى ألفونس تدعوه فيه إلى التسليم وتضمن له أمواله وضياعه وضياع أهله أجمعين، وتحرضه فيه على إغاظة رودريك مما لا يخفى عليك، وأعطني الكتاب فأبعثه إليه بطريقة أختارها.»

فأطرق يوليان هنيهة ثم قال: «عد إلي في الصباح فأعطيك ذلك الكتاب.»

قال: «سمعا وطاعة.» وخرج يلتمس مستودع الخمر، وكانت فلورندا في انتظاره على مثل الجمر، تتقاذفها الهواجس، وتترامى بها الأوهام، لم تغمض عيناها إلا قليلا، وكيف تنام وحبيبها قريب منها وهي لا تستطيع الوصول إليه؟

وأمر ما لاقيت من ألم الجوى

قرب الحبيب وما إليه وصول

مضى معظم الليل وهي في هذه الهواجس، وكلما هب النسيم وسمعت حفيف أوراق الأشجار توهمت سليمان قادما، وكان شوقها يوحي إليها بأنه سيأتي وألفونس معه. وبينما هي في ذلك إذ سمعت وقع خطوات وخشخشة الأعشاب اليابسة بقرب المستودع، فأصاخت بسمعها، وقد أسرعت دقات قلبها واشتدت حتى كادت تسمعها بأذنها، فإذا بالخطوات تقترب، ثم سمعت همسا، فوقفت ودنت من النافذة وأطلت، فرأت سليمان يخاطب أجيلا، ثم صعد سليمان على السلم، ففتحت له فلورندا واستقبلته وهي تقول: «ما وراءك يا سليمان؟»

قال: «ما ورائي إلا الخير.» وكانت نغمة صوته تدل على شيء في نفسه، فاضطربت فلورندا وابتدرته قائلة: «يظهر أنك تضمر شيئا، قل لي ما الخبر.» فاستيقظت خالتها على هذا الصوت، فجلست وهي تمسح عينيها بأطراف أناملها وقالت: «ما الخبر يا سليمان؟ هل رأيت الأمير ألفونس؟»

قال: «كلا يا مولاتي.»

فلما سمعت فلورندا ذلك انشغل خاطرها وقالت: «وأين هو إذن؟»

قال: «هو في هذا المعسكر.»

Bog aan la aqoon