122

Fath Al-Andalus

فتح الأندلس

Noocyada

قال: «تكون على أي حال أحسن مما أنتم فيه الآن؛ لأن العرب إذا فتحوا بلدا قلما يتعرضون لأهلها في شيء غير ما يفرضونه عليهم من الجزية أو الخراج، وأما الرهبان وجماعة الأكليروس فإنهم معفون من كل ضريبة، يقيمون في ديارهم سالمين آمنين. ذلك ما شاهدناه بأعيننا في البلاد التي فتحوها في مصر والشام.»

فأطرق الرئيس وسكت، فقالت فلورندا: «وما الذي جئت من أجله الآن؟»

قال: «كلفني مولاي الكونت والدك أن آتي كي أزورك، وإذا أردت الذهاب إليه سرت في خدمتك.»

فانبسطت نفس فلورندا لذلك وقالت: «ألا تخاف علينا بأسا في أثناء الطريق؟»

قال: «لا بأس علينا من أهل إسبانيا ونحن منهم، ولا من الملك وهو في شغل من نفسه وجنده.»

فالتفتت فلورندا إلى الرئيس كأنها تستطلع رأيه فقال: «إذا لم يكن بد من ذهابك فهذه فرصة لا تضيعيها، ونحن ندعو لك بالوصول إلى والدك سالمة.»

فعادت فلورندا إلى خالتها واستشارتها فأشارت عليها بالذهاب، وتأهبوا في الغد وسافروا ودليلهم سليمان ومعه أجيلا وشانتيلا، وأما فلورندا فطلبت إلى سليمان أن يجعل طريقهم بأستجة.

فساروا أياما لا يمنع مسيرهم نوء ولا مطر، والأرض كلها مكسوة بالأشجار والأعشاب، والطقس جميل، حتى أطلوا على أستجة فخفق قلب فلورندا عند مشاهدة تلك المدينة، وكانوا قد أشرفوا عليها من مرتفع، فرأت كنيستها فتبركت بها عن بعد وجعلت تناجي نفسها عن مقر ألفونس فلم تجد بدا من سؤال سليمان، فقالت له: «إذا أنفذ رودريك جندا إلى مدينة مثل أستجة فأين يقيم؟»

فقال لها: «أظنك تبحثين عن مقام الأمير ألفونس؟»

فبغتت فلورندا وقالت: «نعم، وكيف عرفت ذلك؟»

Bog aan la aqoon