101

Fath Al-Andalus

فتح الأندلس

Noocyada

قالت: «إذا لم يكن لسيادتكم بد من الاستفهام عن كل ما يتعلق بنا، فإني أرجو أن تجعل ذلك على سبيل الاعتراف؛ لأن في قصتنا سرا لا يمكن التصريح به لأحد إلا عن هذا السبيل.»

فحنى الرئيس رأسه مطيعا وقال: «لا يهمني البحث عن أحوالكم إلا لأنني أرجو أن أتمكن من خدمتكم في شيء، فأنتم مخيرون في الكلام أو السكوت، وعلى كل حال فإنكم ضيوف مكرمون.»

فقالت فلورندا وقد أعجبت بلطف الرئيس: «نشكرك، ولا نقبل مع ذلك إلا إطلاعك على سرنا لما توسمناه فيك من اللطف، ومكاشفة أمثالك بالأسرار فرج ورحمة، فهل نغلق الباب؟»

وكان شانتيلا قد سمع شيئا من كلام فلورندا فابتعد عن الباب فخف الرئيس بنفسه إلى الباب كأنه يهم بإغلاقه، ولكنه أشار إلى العجوز ولسان حاله يقول: «وهل تبقى هذه المرأة لسماع الاعتراف؟»

فأدركت فلورندا قصده فقالت: «إن هذه الخالة مستودع أسراري فلا بأس من بقائها .»

فأغلق الرئيس الباب فأظلم المكان فعاد ففتحه وصفق، فجاء راهب وبيده مصباح مضيء بالزيت، فوضعه على مسرجة في الحائط وانصرف، فأغلق الرئيس الباب وجلس وأصاخ بسمعه لما تريد فلورندا أن تقصه عليه، ولم تكد تبدأ بالحديث حتى اهتم بالوقوف على بقية الحديث وإن لم تكن قد صرحت له بكل شيء، وإنما قالت له: «نحن من طليطلة وقد خرجنا للتخلص من أناس أرادوا اغتيالنا فلم نجد وسيلة للنجاة غير الفرار.»

فقال الرئيس: «ولماذا لم تلجئوا إلى جلالة الملك فإنه المكلف بنصرة المظلومين؟»

فلم تدر فلورندا بماذا تجيب، وأدرك الرئيس ارتباكا فتوسم شيئا أحب أن يقف على حقيقته، فقال: «يظهر أن الملك أيضا من جملة من تخافون؟»

فتصدت العجوز للجواب وقالت: «نعم، ولماذا الكتمان؟ بل كان خوفنا من الملك نفسه.»

فبغتت فلورندا لهذا التصريح، ولكنها اطمأنت لاعتمادها على سر الاعتراف وهو مقدس لا يباح به. ولحظ الرئيس بغتتها فقال لها: «ومن هو الرجل الذي جاء معكما؟»

Bog aan la aqoon