143

Fath al-Wasid fi Sharh al-Qasid - Ed. Ahmad al-Zaabi

فتح الوصيد في شرح القصيد - ت أحمد الزعبي

Tifaftire

رسالة دكتوراه، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان - كلية الدراسات العليا والبحث العلمي قسم التفسير وعلوم القرآن ١٩٩٨ م

Daabacaha

مكتبة دار البيان للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Goobta Daabacaadda

الكويت

Noocyada

بسم الله الرحمن الرحيم
١ - بَدَأْتُ بِبِسْمِ اللهِ في النَّظْمِ أَوَّلا … تَبَارَكَ رَحْمَانًَا رَحِيمًَا وَمَوْئِلًا
كلُّ مُفْتَتِحٍ أمرًا قائلًا: بسم الله مضمِرًا بدأت، فَأظْهَرَه هاهنا، وإنما يحذف اختصارًا كما تقول: «الطريقَ» لِمَنْ حال بينك وبينه، أي: خلِّ عنه.
وقال قوم: الفعل المضمر مما يفتتح، فالقائم القائل بسم الله، أراد تعين لفظها، فأدخل على الباء باءً حرصًا على الإتيان بها، ولو قال: بدأت بسم الله لم يحصل (^١) هذا المعنى، فصارت الباء الثانية، كأنها من نفس الكلمة، وهي مع الكلمة مجرورة بالباء الزائدة، ونُقل عن بعض العرب: بدأت بسم الله، وأبدأ بأن بسم الله لما ذكرته، وهذا بَيِّنٌ/ كقول الشاعر:
فلا والله لا يُلْفَى لِمَا بِي … ولا لِلما بهم أبدًا دواء (^٢)
ونصب «أولا» على الصفة أراد نظمًا أولًا لأنه لم يسبق في هذا الباب إليه، أو على الظرف على أنه تام (^٣)، كقولك: أبدأ به أولًا، وكقوله:
فسَاغَ لِي الشرابُ وكنتُ قَبلًا … أكادُ أَغَصُّ بالمَاءِ القُرَاحِ (^٤)

(^١) قوله: [يحصل] في (ف) [يحمل].
(^٢) الشاهد أن اللام الثانية في قوله: [للما] مؤكدة للام الأولى، وهذا البيت من قصيدة لمسلم بن معبد الوالبي.
معاني القرآن للفراء ١/ ٦٨ - خزانة الأدب ٢/ ٢٦٧
(^٣) أي: من غير أن ينوي بعده مضافًا إليه محذوفًا.
(^٤) البيت لعبد الله بن يعرب، وهو في شرح ابن يعيش ٤/ ٨٨، والهمع ١/ ٢١٠ وقد روي هذا البيت [بالماء القراح] هنا، وأورده ابن هشام في شواهده [بالماء الفرات] برقم (٤٧).

1 / 163