صفات خلقه مثل سائر الصفات، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. كما صرح بذلك الحافظ المفسر العلامة ابن كثير ﵀ حيث قال: (ومعناه أن الله تعالى ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها وذلك أن يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم، وتمام الخشية، وذلك هو الغاية في ذلك، وهو ﷾ يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم.
كما قالت عائشة ﵂: (سبحان الذي وسع سمعه الأصوات كلها)، ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم.
كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا﴾ (٦١) سورة يونس.
ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ كما دل عليه هذا الحديث العظيم.
ومنهم مَنْ فسر الأذن هنا بالأمر، والأول أولى؛ لقوله: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن " أي يجهر به، والأذن: الاستماع؛ لدلالة السياق عليه، وكما قال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ (١ - ٢) سورة الإنشقاق أي: استمعت لربها وحُقَّ لها أن تستمع أمره وتطيعه، فالأذن ههنا هو الاستماع، ولهذا جاء في الحديث رواه ابن ماجه بسند جيد (١) عن فضاله بن عبيد قال: قال رسول الله ﷺ: "لله أشد أذنًا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَينة إلى قينته " (٢)