Fataawa Qaadi Khan
فتاوى قاضيخان
<151>وثياب أهل الجنة لا تكون كذلك وقال بعضهم لا تفسد صلاته لأن الرقعة عبارة عن نفس الشيء يقولون ثوب جيد الرقعة إذا كان أصله جيدا ولو قرأ أخذ برأس يحزه بالحاء والزاء قال بعضهم تفسد صلاته لأن الحز قطع والجر ليس بقطع وقال بعضهم لا تفسد لأن الحز هو التمييز قد يكون قطعا وقد لا يكون فلو قرأ يحزه إليه كان معناه خصه بهذا الأخذ حيث أخذ برأسه ولم يأخذ برأس السامري وإن قرأ فعزرنا مكان فعززنا قال بعضهم تفسد صلاته لاختلاف المعنى لأن التعزير إهانة والتعزيز كرامة وقال بعضهم لا تفسد صلاته لأن في درء الحد والاكتفاء بما دون الحد كرامة قال الله تعالى {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه} إن زاد حرفا في كلمة فهو على وجهين إن لم يتغير المعنى ومثله يوجد في القرآن لا تفسد صلاته في قولهم كما لو قرأ وأمر بالعروف وانه على المنكر وإنه عن المنكر بزيادة الياء أو قرأ إن راددوه إليك بزيادة دال أو قرأ فحيوا بأحسن منها أو ردوها قرأ أو رددوها أو قرأ ومن يعص الله ورسوله يدخله نارا الخالدة يدخلهم بزيادة ميم قال عامة المشايخ رحمهم الله تعالى لا تفسد صلاته في قياس قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى وكذا في قياس أبي يوسف رحمه الله تعالى في رواية وإن تغير المعنى بالزيادة بأن قرأ وليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى وإن سعيكم لشتى بزيادة واو أو قرأ يس والقرآن الحكيم وإنك لمن المرسلين بزيادة واو فسدت صلاته لأنه جعل جواب القسم قسما فتفسد صلاته وإن نقص حرفا عن كلمة إن لم يتغير المعنى لا تفسد صلاته في قولهم كما لو قرأ ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ولقد جاءهم بحذف التاء أو قرأ قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا بحذف الواو أو قرأ فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء قرأ سبحان الذي بحذف الفاء وكذا كل ما جاء في القرآن بالواو والفاء وبدونهما إذا قرأ بغيرهما لم تفسد صلاته وإن حذف حذفا أصليا من كلمة فتغير المعنى تفسد صلاته في قول أبي حنيفة ومحمد رحمه الله تعالى كما لو قرأ ومما رزقناهم بحذف الزاي أو الياء أو قرأ وليقولوا درست بغير دال أو قرأ مما خلقنا أنعاما بغير خاء أو قرأ وجعلنا ابن <152>مريم بحذف الجيم أو قرأ والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى بحذف الواو وعن ما خلق لأن الواو فيه واو قسم فإذا حذف حرف القسم يصير جوابا للقسم ويصير نفيا بعدما كان إثباتا لو تعمد به يكفر فإذا جرى على لسانه سهوا أو خطأ تفسد صلاته قالوا على قياس قول أبي يوسف رحمه الله تعالى لا تفسد لأن المقروء مكتوب في القرآن ولو كان الكلمة ثلاثية فحذف حرفا من أوليها أو وسطها كما لو قرأ قرآن عربيا قرآن ربيا بحذف العين أو عريا بحذف الباء تفسد صلاته وإما لتغير المعنى أو لأنه صار لغوا في الكلام وكذا ولو حذف الحرف من الآخر نحو أن يقرأ ضرب الله مثلا بحذف الباء فإن حذف على وجه الترخيم لا تفسد صلاته وشرطه أن يكون بعد النداء في أسماء الأعلام وأن لا يكون الاسم ثلاثيا بل يكون رباعيا أو خماسيا فيحذف الحرف الآخر كما لو قرأ يا مالك يا مال لأن الترخيم نوع من الفصاحة يقال يا حارث مكان يا حارثة ويا عائش مكان يا عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة يا عائش ومن قدم حرفا على حرف في كلمة كما لو قرأ كعفص مأكول مكان كعصف أو قرأ فرت من قوصرة مكان قصورة أو قرأ والعصر إن الإنسان لفي سرخ مكان خسر تفسد صلاته لأن بالتقديم والتأخير يتغير المعنى وإن أخطأ بذكر كلمة مكان كلمة فإن كان بينهما مخالفة في المعنى والثانية لا يوجد مثلها في القرآن تفسد صلاته في قولهم كما لو قرأ إن الفجار لفي خيام أو قرأ إن الذين آمنوا وعملوا الطالحات مكان الصالحات وإن كان بينهما موافقة في المعنى إلا أن الثانية ليست في القرآن بأن قرأ طعام الفاجر مكان طعام الأيتام لا تفسد صلاته في قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى وكذا لو قرأ إن إبراهيم لأباه حليم عن أبي يوسف رحمه الله تعالى روايتان وإن كانت الكلمة الثانية في القرآن فهو على وجهين إما إن كانت موافقة للأولى في المعنى أو مخالفة فإن كانت موافقة لا تفسد صلاته في قولهم كما لو قرأ الحليم مكان العليم أو ما أشبه ذلك وإن كانت مخالفة كما لو قرأ وعدا علينا إنا كنا غافلين مكان فاعلين أو قرأ الشيطان على العرش استوى وما أشبه ذلك أو ختم آية الرحمة
Bogga 74