ثم إن عمل المسلمين منذ القديم في تعليمهم للصبيان جاء على تنكيس السور، حيث يبدؤون بهم من آخر القرآن، ولو كان لا يجوز لما أطبق عليه المسلمون كما ترى.
ومن حَمَلَ أثر ابن مسعود ﵁ على عدم جواز تنكيس السور فإن ذلك يلزم منه لوازم، منها:
١-أنه يجب وجوبًا عينيًا معرفة ترتيب السور.
٢-أن المسلمين لم يكونوا يعملون بهذا الترتيب حتى كتب عثمان ﵁ المصاحف؛ لأن قراء الصحابة لم يكن كلهم على علم بهذا الترتيب، كما لم يكونوا على علم بما نسخ وما لم ينسخ، فكانوا يقرؤون بما قرؤوا على رسول الله ﷺ، ولم يَدَعُوه إلا في عهد عثمان ﵁ حيث أجمعوا على التزام مصاحف عثمان ﵁، وتركوا ترتيب السور الذي كان في مصاحفهم، كما تركوا المنسوخ من الآيات، وهذه المسألة تحتاج إلى بسط ليس هذا محله والله الموفق.
والمقصود أن تنكيس السور جائز بالدلائل السابقة، والله أعلم.