103

Fatawa and Consultations of Islam Today

فتاوى واستشارات الإسلام اليوم

Daabacaha

موقع الإسلام اليوم

Noocyada

هذا كل ما في الأمر، وأما زعم البعض بأن التشريعات المدنية كانت مجاراة لأهل الكتاب المثقفين فدعوى عارية من الصحة؛ لأن أهل الكتاب من يهود المدينة كانوا ذوي ثقافة توراتية محرفة، وأقلية عددية واضحة في المجتمع المدني، فلم يعطهم القرآن الكريم أكثر من حجمهم الطبقي، وليس الخطاب القرآني لأهل الكتاب إلا لإقامة الحجة عليهم، وتذكيرهم بوجوب الاستجابة لدعوة الرسول ﷺ عطفًا على ما عندهم من بعض علم الكتب السابقة، ودعوى اختلاق نبينا ﷺ للقرآن دعوى قديمة تولى كبرها صناديد قريش ومشركو مكة، وهي تتجدد بتجدد الملاحدة المكذبين لله ولرسوله ﵊.
ويمكن كشف هذه الشبهة ونقضها حين تذكر أن نبينا ﵇ كان أميًا لا يحسن كتابة أو قراءة اسمه الشريف، ولم يسجل له التاريخ مجالس علم أو مذاكرة مع أهل الكتاب، أو غيرهم ليتسنى لذي كذب أن يقول عن القرآن بأنه إفك افتراه محمد ﵇ وأعانه عليه قوم آخرون.
كما يمكن دحض هذه الشبهة - بل هذه الفرية - حين نتذكر إعجاز القرآن بألفاظه ومعانيه، بحيث لا يتأتى لبشر مهما أوتي من فصاحة، أو بلاغة أن يأتي بسورة واحدة من مثل القرآن، بل لا يتأتى ذلك للإنس والجن أن يفعلوا "ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" [الإسراء:٨٨] .
وأنصحك بقراءة ما كتبه الزرقاني في كتابه: (مناهل العرفان في علوم القرآن) ففيه فصول نافعة كما فيه جزء حول ما سألت عنه، كما فند جملة من الشبهات المثارة حول القرآن بما فيها شبهة اختلاق نبينا محمد ﷺ للقرآن. وفقك الله وأعانك.

1 / 103