قصة تضليل الأمة في ختان الأنثى

وفجأة استيقظ... وبعد ألف وأربعمائة وثمانية عشر عامًا:

استيقظ النائمون في سبات عميق، الذين يدعون الحرص على مصالح الأمة عامة، والنساء خاصة، ليحذروهم من أخطار الختان وأضراره، بعد أن ظلوا صامتين لا يتكلمون ولا يتحركون، مع أنهم وآباءهم، وأمهاتهم وكل من سلف من أصولهم - رجالاً ونساءً- قد أجري لهم الختان الذي يحاربونه اليوم.

وتبدأ هذه القصة المؤلمة، المؤسفة، المحزنة، المضحكة، بأحاديث ومقالات لبعض أناس ليس لهم علاقة بعلم الدين أو الشريعة وفقهها يدعون فيها إلى إبطال هذه العادة الفرعونية، الأفريقية، الوحشية- على حد زعمهم- المضرة بصحة المرأة، المفسدة لمزاجها ونفسيتها، المسببة لها أمراضًا نفسية، وعاهات جسدية، دونما الاستناد على دليل شرعي صحيح أو مبحث طبي موثق بالحقائق الطبية، وإنما كان استدلالهم ببعض مظاهرات للبلاد الغربية غير الإِسلامية لعملية الختان، وذكروا لنا على سبيل المثال مظاهرات الجمعيات الطبية ضد ختان الذكور والإناث في أمريكا الشمالية^(١). وبعض ترهات وضلالات الكونجرس الأمريكي الذي دار حوار فيه حول مضار عملية الختان^(٢). للذكر والأنثى، بعد أن أثبتت الدراسات خطورة هذه العملية على صحة الأطفال الذكور والإناث^(٣).