9

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

Baare

أبو المجد أحمد حرك

Daabacaha

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

وقد يلجأ بعض الشباب إلى البحث عن بدائل أخرى للمخدرات من المواد الشائعة الاستعمال في المجتمع، كالأدوية المحتوية على نسبة من الكحول: مثل الكينا، وأدوية المهدئات العصبية، والأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، أو المنشطة للجهاز العصبي، حتى لجأ المدمنون إلى تزوير وصفات طبية (روشتات) لصرف الأدوية المخدرة من الصيدليات لهذا الاستعمال الآثم، كما أن البعض منهم قد يدمن استعمال مواد يصعب منعها لأهميتها في العمران، كأن يتعمد شم مادة (الغراء) بعمق، فيتخدر جزئياً، ويمكن أن يصل إلى إدمان ذلك، ومنهم من يدمن شم (البنزين)، فهو أيضاً حين يتم شمه بعمق يخدر، ومنهم من يتعاطى أنواعاً من (الكولونيا) بديلاً عن الخمر والكحوليات السائلة المخدرة، بل لقد تناهت الأخبار عن إدمان بعض الطلبة في البحرين شم الأقلام الكحولية المعروفة بأقلام (الفلوماستر)، وقد أدى شم هذه الأقلام واستنشاقها بعمق إلى تخدير جزئي لمن يفعل ذلك، وقد يتطور الأمر إلى الإدمان أيضاً.

وهكذا تؤكد الأيام أن القوانين، والعقوبات الرادعة، والمطاردات، والمراقبات، لا تصلح بديلاً عن الزاجر الداخلي في الإنسان، المتمثل في الوازع الديني لدى المسلم، وهو الوازع الذي رأيناه يريق الخمر في شوارع المدينة المنورة أنهاراً بمجرد أن تناهى إلى أسماع المسلمين نبأ تحريم الخمر، والأمر باجتنابها: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون (١).

إن شعبنا المسلم أصيل في تدينه، جدير بكل خير نرجوه له، وننتظره منه، لو احتكمنا معه إلى تعاليم دينه، وبذل العلماء والمسؤولون عن وسائل الإعلام جهداً أميناً لتوعيته، وإقناعه بحرمة كل أنواع المخدرات المستحدثة، طالما تحققت وتأكدت مضارها، وتسببت في غياب العقل أو فتور الجسم ،

(١) الآيتان: ٩٠، ٩١ من سورة المائدة.

9