Fatwas on Alcohol and Drugs
فتاوى الخمر والمخدرات
Baare
أبو المجد أحمد حرك
Daabacaha
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
والأحاديث في هذا الباب كثيرة مستفيضة، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما أوتيه من جوامع الكلم، كل ما غطى العقل وأسكر، ولم يفرق بين نوع ونوع، ولا تأثير لكونه مأكولا، أو مشروبا، على أن الخمر قد يصطبغ بها، والحشيشة قد تذاب في الماء وتشرب، فكل خمر يشرب ويؤكل، والحشيشة تؤكل وتشرب، وكل ذلك حرام، وإنما لم يتكلم المتقدمون في خصوصها، لأنه إنما حدث أكلها من قريب، في أواخر المائة السادسة، أو قريبا من ذلك، كما أنه قد أحدثت أشربة مسكرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وكلها داخلة في الكلم الجوامع، من الكتاب والسنة.
● وقال أيضاً في باب حد المسكر (١٨٦ - ١٩٢ / ٣٤):
أما (الأشربة المسكرة) فمذهب جمهور علماء المسلمين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر العلماء أن كل مسكر خمر، وكل خمر حرام، وما أسكر كثيرة فقليله حرام، وهذا مذهب مالك وأصحابه، والشافعي، وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه، وهو أحد القولين في مذهب أبي حنيفة وهو اختيار محمد بن الحسن (٣٥) صاحب أبي حنيفة، واختيار طائفة من المشايخ: مثل أبي الليث السمرقندي (٣٦)، وغيره. وهذا قول الأوزاعي (٣٧) وأصحابه، والليث بن سعد (٣٨) وأصحابه، وإسحاق بن راهويه (٣٩)
(٣٥) هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (١٣١ هـ - ١٨٩ هـ) من أئمة الفقه، وهو الذي نشر علم أبي حنيفة، ولد بالشام، ونشأ بالكوفة، ومات في الري بخراسان.
(٣٦) فقيه حنفي جليل، له مؤلفات في الفقه والتفسير والوعظ، أشهرها (تنبيه الغافلين). لقب بإمام الهدى، توفي على الأرجح سنة ٣٧٣ هـ.
(٣٧) هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (٨٨ هـ - ١٥٧ هـ)، إمام الديار الشامية في الفقه والزهد، ولد في بعلبك، وتوفي في بيروت، وأجاب عن ١٧٠ ألف مسألة.
(٣٨) هو إمام أهل مصر، قال عنه الشافعي: الليث أفضل من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به، عاش واحد وثمانين عاما (٩٤ - ١٧٥ هـ).
(٣٩) هو أبو يعقوب ابن راهويه: إسحاق بن إبراهيم التميمي (١٦١ - ٢٣٨ هـ)، كان أحد كبار الحفاظ وأئمة الحديث، واعتبر عالم خراسان في عصره، وأصله مرو ناحيتها.
23