11

Fatwas on Alcohol and Drugs

فتاوى الخمر والمخدرات

Baare

أبو المجد أحمد حرك

Daabacaha

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

((ويعلم من كل فتوى منها أنه رحمه الله تعالى قد جمع من العلوم النقلية، والعقلية، والشرعية، والتاريخية، والفلسفية، ومن الإحاطة بمذاهب الملل والنحل، وآراء المذاهب، ومقالات الفرق: حفظًا وفهمًا ما لا نعلم مثله عن أحد من علماء الأرض، قبله ولا بعده، وأغرب من حفظه استحضاره إياها عند التكلم والإملاء أو الكتابة، وأعظم من ذلك ما أتاه الله من قوة الحكم في إبطال الباطل وإحقاق الحق في كل منهما بالبراهين النقلية، والعقلية، ونصر مذهب السلف في فهم الكتاب والسنة على كل ما خالفه من مذاهب المتكلمين والفلاسفة وغيرهم ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (٢). ))(٣). وحين قال أيضًا: ((رحم الله (شيخ الإسلام) وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فوالله إنه ما وصل إلينا من علم أحد منهم ما وصل إلينا من علمه: في بيان حقيقة هذا الدين، وحقيقة عقائده، وموافقة العقل السليم وعلومه للنقل الصحيح: من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل لا نعرف أحدًا منهم أوتي مثل ما أوتي من الجمع بين علوم النقل، وعلوم العقل بأنواعها، مع الاستدلال والتحقيق، دون محاكاة وتقليد)) (٤).

لقد ولد شيخ الإسلام ابن تيمية في العاشر من ربيع الأول سنة ٦٦١ هـ في أسرة عريقة مباركة، توارث فيها العلم الأحفاد عن الآباء عن الأجداد، وكان أبوه عالمًا تقيًا تعهد ابنه بالتعليم والرعاية، ثم فر به إلى دمشق عام ٦٦٧ هـ إثر قدوم التتار إلى الشام، وفي دمشق لمع نجم أحمد بن تيمية حتى صار من الأئمة الأعلام، وتسببت صراحته ومواقفه في خصومات ومسائلات ومحن، استدعي فيها إلى مصر حيث جرب الحبس والإطلاق، حتى سافر إلى دمشق سنة ٧١٢ هـ، حيث اعتقل أيضًا سنة ٧٢٠ هـ، وأطلق، ثم أعيد، ومات معتقلًا في قلعة دمشق، فخرجت دمشق

(٢) الآية ٢١ من سورة الحديد.

(٣) من تقديم الأستاذ يوسف ياسين، المجلد الأول من مجموع فتاوى شيخ الإسلام - مكتبة المعارف بالرباط - صفحة د.

(٤) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.

11