Fatwas on Alcohol and Drugs
فتاوى الخمر والمخدرات
Baare
أبو المجد أحمد حرك
Daabacaha
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
مع تبديد الصحة بالتدريج، وانفاق المال على صفة السرف المحرم بالنص الصريح.
إنني لأحسب أن التنبه إلى هذه الحقيقة كان أصلاً للتجربة الناجحة التي قامت بها الجمعية المركزية لمنع الخمور بمصر سنة ١٩٦٨م حين ضمت أحد علماء الدين إلى (فريق العلاج من الإدمان) في عيادتها بالقاهرة. وقد اتضح بالتجربة أن التعاليم الدينية كان لها كبير الأثر في علاج المدمنين، وامتد أثرها إلى زوارهم من الأهل والأصدقاء، فكان بذلك مظهراً هاماً لأسلوب ناجح فعال في محاربة تعاطي الخمر والمخدرات.
لقد اختير مسجد الإمام أبي العزائم في القاهرة بعد ذلك لتطوير التجربة، وتم بنجاح كبير مساعدة المدمنين على التماس العلاج النهائي مما هم فيه، وذلك بالاحتكاك القريب بهم، وبدعوتهم في صبر وإخلاص إلى التوبة وإلى طاعة الله، مع توضيح تعاليم الإسلام حول المسائل الأساسية المتعلقة بالخمر والمخدرات. فالوازع الديني لم تزل له اليد الطولى في إيقاظ الغافلين وإثارة حماس التائبين عن تبصرة وروية، طالما كانت الجائزة رضوان الله تعالى، بديلاً عن سخطه وغضبه والعياذ بالله.
إن الاعتقاد الراسخ في صحة هذا المسلك هو ما دفعني الآن إلى تقديم فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية في الخمر والمخدرات ميسرة مرتبة، لينقطع بها جدل المعاندين في حرمة الخمر أو المخدرات، مع توضيح أحكام التعامل مع شارب الخمر ومتعاطي الحشيش والمخدرات عموماً، وما ورد في ذلك من النصوص الكثيرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة واجتهادات العلماء.
وشيخ الإسلام، وحجته الدامغة، الإمام أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم ابن تيمية (٦٦١ - ٧٢٨ هـ) (١٢٦٣ - ١٣٢٨ م) في غنى عن التعريف والتقديم، فقد كتبت في مناقبه المؤلفات، وتهادت بأنوار علمه الزاخر وتقواه الأخبار، ومجمع القول فيه ما ذكره المرحوم الأستاذ محمد رشيد رضا عنه وعن فتاويه حين قال:
10