Gabadha Qayrawaan

Joorji Zaydaan d. 1331 AH
184

Gabadha Qayrawaan

فتاة القيروان

Noocyada

فلم تجب فتقدمت بنت الإخشيد ورفعت اللثام بيدها فأرادت لمياء تحويل وجهها حتى لا يراها الحسين فرآها وعرفها وصاح «لمياء ...» وأمسك بيدها وأدارها نحوه ليتحقق ظنه وهي تحول وجهها عنه حياء، فدهشت بنت الإخشيد لما رأته وتذكرت ما قاله عن خطيبته، فعلمت أنها هي نفسها، فتقدمت وساعدت الحسين عليها وأمسكت بيدها الأخرى وقالت: «أنت لمياء خطيبة هذا البطل وتزعمين أنك جارية؟ تكلمي ...»

فالتفتت إلى الحسين لفتة تعودها منها، فأثرت في قلبه تأثير السهم وقال: «تكلمي ما بالك؟»

فقالت وعيناها تلمعان: «قد تعاهدنا أن نلتقي هنا بعد فتح مصر ... فهل فتحت؟»

قال: «أوشكت أن تفتح ...»

قالت: «اصبر لا تفرح قبل تمام النصر ... أنت هنا منذ أيام وأنا عالمة بذلك ولم أشأ أن أطلعك على وجودي؛ لئلا نشتغل بالقلوب عن السيوف، ولا أزال على ذلك حتى الآن. إن خدمة المعز مقدمة على كل شيء فإذا فرغنا منها وفتحنا البلد استقر لنا الأمر فإني أمتك أترامى عند قدميك.»

قالت ذلك وغصت بريقها وأبرقت عيناها وبان الهيام فيهما واسترخت عزائمها ... والحسين ينظر إليها نظر الإعجاب والخجل وقال: «أبيت يا لمياء إلا أن تكوني السابقة إلى الفضل في خدمة أمير المؤمنين إني متفان في خدمته ولكنني دهشت لرؤيتك هنا وأنا أعهد مقرك منذ افترقنا بالقيروان، الحمد لله على هذا اللقاء.»

فنظرت إليه نظرة عتاب وقالت: «وذانك الرجلان اللذان ساقاك إلينا في القيود والأغلال ... إني لا أعد النصر واقعا وهذان الرجلان في قيد الحياة ... وأنا في شوق إلى سماع ما جرى لك في أثناء هذا الغياب، وأنت مشتاق إلى حديثي فإذا تم النصر كما نريده نتحادث كثيرا.»

فلما تذكر أبا حامد وسالما هاج الدم في عروقه فقال: «أين هما؟»

قالت: «سأخبرك عن ذلك بعد قليل.»

والتفتت بنت الإخشيد إلى لمياء وقالت لها: «سنتركك هنا تبدلين ثيابك.»

Bog aan la aqoon