190

Gabadhii Ghassan

فتاة غسان

Noocyada

قالت سعدى: «لم ينفد شيء بعد يا هند إن حمادا نصيبك وقد قلت لك سواء جاء بالقرطين أم لا فأنه لك وأنت له».

فتنهدت هند وقالت: «هذا إذا قدر لنا أن نراه ولا أظنه إذا فشل في مهمته إلا ضاربا في بطن الأرض ولا يعود إلينا صفر اليدين».

قالت: «تدبري الأمر بالصبر والحكمة واتكلي على الله انه قادر على كل شيء وهلم بنا نصلي ونطلب إليه تعالى أن يعيده سالما».

فتأملت هند في حديث والدتها فترجح عندها أنها تقول الصدق بشأن حماد واقترانه بها سواء جاء بالقرطين أما لا فسرها ذلك ولكنها أرادت أن تستطلع ما يكنه والدها من هذا القبيل فقالت لوالدتها: «هبي أنك رضيت بذلك شفقة على صباي فهل يرضى والدي به».

قالت: «إن والدك أكثر رغبة مني في الأمر وخصوصا بعد أن وقع ما وقع بينه وبين ذلك الخائن من النفور على أثروفاة والده الحارث فطيبي نفسا وقري عينا واتكلي على الله ولنطلب إليه تعالى أن يحفظ لك خطيبك ويعيده إليك سالما معافى وننسى أتعابنا».

فسكن روع هند وسارت إلى فراشها وسلمت أمرها إلى الله.

الفصل السادس والخمسون

البشارة

وأصبحت في اليوم التالي فعاد إليها الاكتئاب فودت أنها لم تستيقظ أو أنها تظل نائمة فلا تفيق إلا على صوت حماد فلبثت في الفراش تلتمس النوم وأخذت تتقلب عبثا فلما كان الضحى جاءت والدتها تتفقدها فلما رأتها في الفراش انشغل بالها واستطلعت السبب فشكت لها تكاسلها عن القيام فجلست إلى جانبها تحادثها بما يذهب عنها الهواجس وهند تسمع وأفكارها تائهة حتى كانت الظهيرة فسمعتا صوتا خارج الصرح ينادي «من نذر نذرا لنجران المبارك» فخفق قلب هند لذلك الصوت وهبت من فراشها بغتة وبغتت أيضا والدتها لأنهما تنسمتا منه صوت سلمان وتذكرتا قدومه إليهما قبلا بشأن حماد فهرولتا إلى النافذة فرأتا راهبا على فرس مثلما رأتا سلمان قبلا فتحققتا أنه هو بعينه فخالت هند نفسها في منام لقدومه عليهما بغتة على غير انتظار فنادتاه فتحول ودخل فخرجت سعدى لاستقباله وظلت هند في الغرفة جالسة وركبتاها ترتجفان من التأثر ولم تستطع الوقوف إلا بعد هنيهة وقد سمعت وقع أقدام الرجل مع والدتها داخلين إلى القصر فوقفت لاستقبالهما فوصل الرجل إلى باب غرفتها وحالما وقع نظرها عليه عرفته فعلتها البغتة ولم تعد تعلم كيف تكلمه فابتدرها هو بالسلام وتبسم وهم بتقبيل يديها فمنعته وصاحت: «ما وراءك يا سلمان» وكانت والدتها قد أغلقت الباب.

قال: «ما ورائي إلا الخير يا سيدتي كيف أنت؟»

Bog aan la aqoon