فعجب حماد لسكوته فقال له: «ما بالك لا تجيب.»
فقال: «بماذا أجيبك وليس في الجواب فائدة.»
فقال: «ألعلك سألت عنه ولم تظفر به.»
قال: «نعم يا مولاي أن سيدي ليس مع أبي سفيان فقد علمت أنهم فارقوه عند عمان ولم يروه من ذلك الحين.»
فانقبضت نفس حماد لذلك الخبر وبهت مدة لا يتكلم ثم قال والدموع تكاد تترقرق في عينيه: « أرى يا سلمان أن الله قد أعد لنا أيام تعاسة ولا تنقضي والظاهر أن نجم سعدي قد أفل يوم خروجنا من البلقاء .» قال ذلك وتساقطت الدموع من عينيه على الرغم منه.
فتجلد سلمان وقال له: «تشجع يا سيدي ولا تيأس فإن الله لا يتركك ولا يهملك وأنت اينما تسعى في ما يأول إلى رفع منزلتك رغبة في إرضاء فتاة أنت تحبها وهي تحبك.»
فلما سمع كلمات سلمان تذكر هندا وحبها وما آنسه من صنف الأمل في الحصول عليها فلم يتمالك عن البكاء وسلمان ساكت لا يرى ما يعزيه به فقال له: «أن البكاء شأن النساء يا سيدي وعهدي بك - حازم باسل لا تجزعك حوادث الأيام فاصبر أن الله مع الصابرين.»
قال: «أنا أعلم يا سلمان أن البكاء عار على الرجال ولكن الحب ... آه من الحب آه من ثعلبة آه من جبلة..» وسكت
فأخذ سلمان يخفف عنه ويؤمله بما سيسمعونه من الشيخ الخزاعي فسكت.
الفصل الثامن والأربعون
Bog aan la aqoon