فلما سمعا ذكر أبي سفيان توهما أن يكون عبد الله معه ولكنهما كتما ذلك.
ثم قال اليثربي: «وأصبحت الآبار بعد تلك المعركة مهجورة وقد ألقوا الجثث فيها فانتنت وبطل موسمها السنوي من ذلك الحين.
هذه هي حكاية الآبار فاشكروا الله أنكم لم تلقوا فيها وحشا ضاريا أو نحوه فلنبت الليلة هنا ولنعد في الغد إلى المدينة نمكث فيها يوما ثم تسيرون منها في قافلة إلى مكة وإلا فاختاروا لأنفسكم.»
فأعجب حماد بشهامة ذلك الرجل وغيرته عليهم ورغبته في إنقاذهم وقال: «إننا والله شاكرون لحسن صنيعك جزاك الله خيرا وقد يجدر بنا بعد هذا الصنيع أن نكون طوع بنانك نسير معك حيثما سرت ولكننا نرى سرعة المسير إلى مكة لعلنا نلتقي فيها بأبي سفيان قبل خروجه منها.»
فقال اليثربي: «ألعلكم تعاملونه معاملة التجار فإن له علاقات كثيرة مع تجار الشام.»
قال سلمان: «لا علاقة تجارية بيننا وبينه ولكننا نفتش عن صديق لنا سار برفقته من بيت المقدس.»
فقال اليثربي: «أنصح لكم نصيحة صديق مخلص لا يريد بكم غير الخير فهل تنتصحون بها.»
قالا: «نعم ويكون لك علينا الفضل.»
قال: «أنصح لكم إذا لقيتم أحدا من المسلمين في المدينة أو غيرها وعرض ذكر أبي سفيان فلا تذكروا علاقة بينكم وبينه فإن ذلك يوقع عليكم شبهة وربما يلحق بكم من جراء ذلك ضرر.»
فقال سلمان: «لقد أخلصت النصيحة وأردت بنا خيرا فشكرا لك على ذلك ونحن لو لم نتوسم فيك الإخلاص لما فرط منا ذكر هذا الرجل على أننا لم نقل أننا أصدقاؤه وإنما قلنا أن صديقا سار برفقته.»
Bog aan la aqoon