Fasting in Islam in the Light of the Quran and Sunnah
الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
Daabacaha
مركز الدعوة والإرشاد بالقصب
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Noocyada
الصيام في الإسلام
في ضوء الكتاب والسنة
مفهومٌ، وفضائلُ، وفوائدُ، وخصائصُ، وشروط، وأركان، ومسائل، وآداب، وحكمٌ، وأحكامٌ
تأليف الفقير إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
Bog aan la aqoon
٤ - الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
مركز الدعوة والإرشاد بالقصب، ١٤٣١هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر.
القحطاني، سعيد بن علي بن وهف
أركان الإسلام./ سعيد بن علي بن وهف القحطاني - القصب، ١٤٣١هـ
٥ مج.
ردمك: ٥ - ٠ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (مجموعة)
٣ - ٤ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (ج٤)
(خمسة أجزاء في صندوق واحد)
١ - الإسلام ٢ - العبادات (فقه إسلامي) ٣ - التربية الإسلامية.
أ. العنوان
ديوي ٢٥٢ ... ... ... ... ... ... ... ... ... ٤٣٩٦/ ١٤٣١
رقم الإيداع: ٤٣٩٦/ ١٤٣١
ردمك: ٥ - ٠ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (مجموعة)
٣ - ٤ - ٩٠١٧٩ - ٦٠٣ - ٩٧٨ (ج٤)
الطبعة الأولى: شعبان ١٤٢٨هـ- ٢٠٠٨م
الطبعة الثانية: شوال ١٤٣١هـ- ٢٠١٠م
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فهذه رسالة في «الصيام في الإسلام» بيّنت فيها بإيجاز: كل ما يحتاجه المسلم في صيامه، وقرنت ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، فما كان من صواب فمن الله الواحد المنَّان، وما كان من خطأ أو تقصير: فمني ومن الشيطان، والله بريء منه ورسوله ﷺ (١).
وقد استفدت كثيرًا من تقريرات وترجيحات شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، رفع الله منزلته، وغفر له، وجزاه عني وعن المسلمين خيرًا.
وقد قسمت البحث إلى عدة مباحث على النحو الآتي:
_________
(١) اقتداء بما قاله عبد الله بن مسعود ﵁. أخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسمِّ صداقًا حتى مات، برقم ٢١١٦، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ٢/ ٣٩٧، وانظر: كتاب الروح، لابن القيم، ص ٣٠.
1 / 3
المبحث الأول: مفهوم الصيام: لغة، وشرعًا.
المبحث الثاني: فضائل الصيام وخصائصه.
المبحث الثالث: فوائد الصيام ومنافعه العظيمة.
المبحث الرابع: فضائل شهر رمضان وخصائصه.
المبحث الخامس: حكم صيام شهر رمضان ومراتب فرضيته.
المبحث السادس: ثبوت دخول شهر رمضان وخروجه.
المبحث السابع: أنواع الصيام وأقسامه.
المبحث الثامن: شروط الصيام.
المبحث التاسع: أركان الصيام.
المبحث العاشر: تيسير الله تعالى في الصيام.
المبحث الحادي عشر: أهل الأعذار المبيحة للفطر في نهار رمضان.
المبحث الثاني عشر: المفطرات: مفسدات الصيام.
المبحث الثالث عشر: شروط المفطرات.
المبحث الرابع عشر: الصيام في بلاد يطول فيها النهار.
المبحث الخامس عشر: آداب الصيام الواجبة.
المبحث السادس عشر: محرمات الصيام.
المبحث السابع عشر: آداب الصيام المستحبة.
المبحث الثامن عشر: مكروهات الصيام.
المبحث التاسع عشر: مباحات الصيام.
المبحث العشرون: قضاء الصيام.
المبحث الحادي والعشرون: صلاة التراويح.
المبحث الثاني والعشرون: أخطاء يقع فيها بعض الصائمين.
المبحث الثالث والعشرون: صيام التطوع.
المبحث الرابع والعشرون: الصيام المحرم والمكروه.
المبحث الخامس والعشرون: ليلة القدر.
المبحث السادس والعشرون: الاعتكاف.
المبحث السابع والعشرون: فضائل وخصائص العشر الأواخر.
1 / 4
المبحث الثامن والعشرون: فضائل تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره، وآدابها وأثرها.
المبحث التاسع والعشرون: زكاة الفطر من رمضان.
المبحث الثلاثون: آداب العيد.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل القليل مباركًا، نافعًا، خالصًا لوجهه الكريم، مقرّبًا لمؤلفه، وقارئه، وناشره من الفردوس الأعلى، أعلى جنات النعيم، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كلَّ من انتهى إليه؛ إنه سميع مجيب، قريب، خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك على خيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وأسوتنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أبو عبد الرحمن
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر بعد عصر يوم الأحد ٢٦/ ٤/١٤٢٨هـ.
1 / 5
المبحث الأول: مفهوم الصيام: لغة وشرعًا
١ - الصوم والصيام لغة: الإمساك (١)، يقال: صام النهار إذ وقف سير الشمس، قال الله تعالى إخبارًا عن مريم: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ (٢) أي: صمتًا؛ لأنه إمساك عن الكلام، ويفسره قوله تعالى:
﴿فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾ (٣).
وقال الشاعر النابغة الذبياني:
خَيْلٌ صِيامٌ وخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ ... تَحْتَ العَجَاجِ وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا
يعني بالخيل الصائمة: القائمة بلا اعتلاف، وقيل: الممسكة عن الصهيل (٤).
والصيام: مصدر صام يصوم صومًا وصيامًا (٥).
٢ - الصوم شرعًا: قيل: «هو عبارة عن إمساك مخصوص: وهو
_________
(١) قال ابن منظور في لسان العرب ١٢/ ٣٥٠: «الصوم: ترك الطعام، والشراب، والكلام: صام يصوم صومًا وصيامًا، واصطام ... والصوم في اللغة: الإمساك عن الشيء، والترك له، وقيل للصائم: صائم؛ لإمساكه عن المطعم والمشرب، والمنكح، وقيل للصامت: صائم لإمساكه عن الكلام، وقيل للفرس: صائم؛ لإمساكه عن العلف مع قيامه ... قال أبو عبيدة: كل ممسك عن طعام، أو كلام، أو سير فهو صائم».
(٢) سورة مريم، الآية:٢٦.
(٣) سورة مريم، الآية:٢٦.
(٤) لسان العرب، لابن منظور، ١٢/ ٣٥١،والمصباح المنير، ١/ ٣٥٢،والمغني لابن قدامة، ٤/ ٣٢٣.
(٥) لسان العرب، ١٢/ ٣٥٠.
1 / 6
الإمساك عن الأكل، والشرب، والجماع من الصبح إلى المغرب مع النية» (١).
وقيل: هو عبارة عن إمساك عن أشياء مخصوصة في وقت مخصوص (٢).
وقيل: «هو عبارة: عن إمساك مخصوص، في وقت مخصوص، على وجه مخصوص» (٣).
وقيل: «هو الإمساك عن المفطر على وجه مخصوص» (٤).
وقيل: «إمساكٌ بِنِيَّةٍ عن أشياء مخصوصة، في زمن معيَّن، من شخص مخصوص» (٥).
وقيل: «هو: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وغيرها مما ورد به الشرع في النهار على الوجه المشروع» (٦) (٧).
وقيل: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع، وغيرها مما ورد به
_________
(١) التعريفات للجرجاني، ص١٧٧، والمصباح المنير، للفيُّومي، ١/ ٣٥٢.
(٢) المغني لابن قدامة، ٤/ ٣٢٣، والشرح الكبير، ٧/ ٣٢٣.
(٣) الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي، ٧/ ٣٢٣.
(٤) الموسوعة الفقهية، ٢٨/ ٧.
(٥) الروض المربع مع حاشية ابن قاسم، ٣/ ٣٤٦، ومنتهى الإرادات لمحمد بن أحمد الفتوحى،
٢/ ٥، والإقناع لطالب الانتفاع، للحجَّاوي، ١/ ٤٨٥.
(٦) كتاب الصيام من شرح العمدة، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ١/ ٢٤.
(٧) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ويتبع ذلك الإمساك عن: الرفث، والجهل، وغيرهما من الكلام المحرم، والمكروه؛ فإن الإمساك عن هذه الأشياء في زمن الصوم أوكد منه في غير زمن الصوم ...» [كتاب الصيام من شرح العمدة، لابن تيمية، ١/ ٢٤].
1 / 7
الشرع في النهار على الوجه المشروع، ويتبع ذلك الإمساك عن الرفث والجهل وغيرها من الكلام المحرم والمكروه (١).
وقيل: إمساك مخصوص من شخص مخصوص، عن شيء مخصوص، في زمنٍ مخصوص (٢).
والمختار في تعريف الصيام شرعًا: أن يُقال:
«هو التعبد لله تعالى بالإمساك بنية: عن الأكل، والشرب، وسائر المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، من شخص مخصوص، بشروط مخصوصة» (٣).
وسمي الصيام صبرًا؛ لحديث: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر» (٤) (٥).
وقد قيل: إنه عُني بقوله: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ (٦)؛ لأن
_________
(١) كتاب الصيام من شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ١/ ٢٤.
(٢) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن، ٥/ ١٥٣.
(٣) انظر: الشرح الممتع، لابن عثيمين، ٦/ ٣١٠، والإلمام بشيء من أحكام الصيام، لعبد العزيز بن عبد الله الراجحي، ص٧.
(٤) انظر: شرح العمدة، ١/ ٢٥.
(٥) أخرجه أحمد، ٣٨/ ١٦٨، برقم ٣٠٧٠، ورقم ٢٣٠٧٧، و٣٤/ ٢٤٠، برقم ٢٠٧٣٧، والبزار، برقم ١٠٥٧، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٩٩: «حسن صحيح»، ويأتي تخريجه في فضائل الصيام.
(٦) سورة البقرة، الآية: ٤٥.
1 / 8
الصائم يُصبِّر نفسه عن شهواتها (١).
وسمي أيضًا: السياحة (٢).
_________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره، ١/ ١٥٤ عن مجاهد بن جبر في قوله: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾ قال: الصبر الصيام. وسنده صحيح [وانظر: شرح العمدة، كتاب الصيام، لابن تيمية، ١/ ٢٥].
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره، ١٤/ ٥٠٣، عن أبي هريرة قال: «والسائحون: الصائمون»، وسنده صحيح، وقد روي عن أبي هريرة مرفوعًا، ولا يصح، وأخرجه الطبري أيضًا عن ابن مسعود قال: «السائحون: الصائمون»، وسنده حسن، وأخرجه عن ابن عباس، ١٤/ ٥٠٤، قال: «السائحون: الصائمون»، وسنده صحيح. وانظر: شرح العمدة، لابن تيمية، ١/ ٢٥.
1 / 9
المبحث الثاني: فضائل الصيام وخصائصه
الصيام له فضائل وخصائص عظيمة على النحو الآتي:
١ - الصيام من الأعمال التي يُعِدُّ الله بها المغفرة والأجر العظيم؛ لقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (١).
٢ - الصيام خير للمسلم لو كان يعلم؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾ (٢).
٣ - الصيام سبب من أسباب التقوى؛ لقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ (٣).
٤ - الصوم جُنة، يستجنُّ بها العبد المسلم من النار؛ لحديث جابر ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «قال ربنا ﷿: الصيامُ جنةٌ يستجنُّ بها العبدُ من النار (٤)،
_________
(١) سورة الأحزاب، الآية ٣٥.
(٢) سورة البقرة، الآية ١٨٤.
(٣) سورة البقرة الآية ١٨٣.
(٤) الصوم جُنَّةٌ: أي يقي صاحبه من النار، والجنة: الوقاية. [النهاية في غريب الحديث باب الجيم مع النون، مادة جنن، ١/ ٣٠٨].
1 / 10
وهو لي وأنا أجزي به» (١).
وعن كعب بن عُجرة ﵁ قال: قال لي رسول الله ﷺ: «أُعيذك بالله يا كعبَ بن عُجْرَةَ من أُمراءَ يكونون من بعدي، فمن غشي أبوابَهم فصدَّقهم في كذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منِّي ولستُ منه، ولا يرِدُ عليَّ الحوض، ومن غَشِيَ أبوابهم أو لم يغشَ فلم يصدقهم في كذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهوَ منِّي وأنا منه، وسَيَرِدُ عليَّ الحوض، يا كعبَ بنَ عُجرةَ: الصلاةُ برهانٌ، والصومُ جنّةٌ حصينةٌ، والصدقةُ تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النارَ، يا كعبَ بنَ عُجرةَ، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نَبَتَ من سُحْتٍ، النارُ أولى به، يا كعبَ بنَ عُجرةَ، الناسُ غاديان: فمبتاعٌ نَفْسَه فمُعْتقها، وبائعٌ نَفْسَه فمُوبِقُها» (٢).
وعن عثمان بن أبي العاص ﵁ قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الصيامُ جُنَّةٌ كجُنَّةِ أحدكم من القتال» قال: وكان آخر ما عَهِدَ إليَّ رسول الله ﷺ حين بعثني إلى الطائف قال: «يا عثمان تجوَّز في الصلاة؛ فإن في القوم الكبير وذا الحاجة»، وفي لفظ: «الصيام جُنَّةٌ من النار كجُنَّةِ أحدكم من القتال» (٣).
_________
(١) أخرجه أحمد، ٢٣/ ٣٣، برقم ١٤٦٦٩، و٢٣/ ٤١١، برقم ١٥٢٦٤، وقال محققو المسند:
«حديث صحيح بطرقه وشواهده».
(٢) الترمذي، كتاب الصلاة، باب ذكر فضل الصلاة، برقم ٦١٤، وأحمد ٢٢/ ٣٣٢، برقم ١٤٤٤١، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، ١/ ٣٣٦، والحديث فيه: التحذير من إمرة السفهاء، والتحذير من تصديقهم، وإعانتهم على ظلمهم، فليراجع هناك.
(٣) أحمد ٢٦/ ٢٠٢، برقم ٦٢٧٣، و٢٦/ ٢٠٥، برقم ١٦٢٧٨، و٢٩/ ٤٣٣، برقم ١٧٩٠٢، وصحح إسناده محققو مسند الإمام أحمد.
1 / 11
٥ - الصيام حِصْنٌ حصين من النار؛ لحديث أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ قال: «الصيام جُنَّةٌ وحِصْنٌ حَصِينٌ من النار» (١).
٦ - الصيام جُنّةٌ من الشهوات؛ لحديث عبد الله بن مسعود ﵁، قال: لقد قال لنا رسول الله ﷺ: «يا معشر (٢) الشباب من استطاع منكم الباءة (٣) فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاءٌ» (٤) (٥).
٧ - صيام يوم في سبيل الله يباعد الله النار عن وجه صاحبه سبعين سنة؛ لحديث أبي سعيد الخدري ﵁، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
_________
(١) أحمد ١٥/ ١٢٣، برقم ٩٢٢٥، وصحح إسناده محققو المسند، ١٥/ ١٢٣، وحسنه المنذري، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٧٨: «حسن لغيره».
(٢) يا معشر: المعشر هم جماعة يشملهم وصف ما، والشباب، أصله: الحركة، والنشاط، وهو اسم لمن بلغ إلى أن يكمل ثلاثين، وقيل: إلى اثنتين وثلاثين، [فتح الباري لابن حجر، ٩/ ١٠٨].
(٣) الباءة: مؤنة التزويج، وقيل: يحمل على المعنى الأعم: القدرة على الوطء، ومؤنة التزويج. [فتح الباري، ٩/ ١٠٩].
(٤) وجاء: الوجاء: رضُّ الخصيتين، وقيل: رضُّ عروقهما، ومن يفعل به ذلك تنقطع شهوته، ومقتضاه: أن الصوم قامع للشهوة، [فتح الباري ٤/ ١١٩].
(٥) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الصوم لمن خاف على نفسه العُزبة، برقم ١٩٠٥، ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، ووجد مؤنة، واشتغال من عجز عن المؤنة بالصوم، برقم ١٤٠٠.
1 / 12
«من صام يومًا في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفًا» (١).
٨ - صيام يوم في سبيل الله يبعد صاحبه عن النار كما بين السماء والأرض؛ لحديث أبي أمامة الباهلي ﵁،عن النبي ﷺ قال: «من صامَ يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض» (٢).
وقد قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في قوله ﷺ: «من صام يومًا في سبيل الله»، «أي: في طاعة الله، يعني: قاصدًا به وجه الله تعالى، وقد قيل عنه: إنه الجهاد في سبيل الله» (٣)، وقال الإمام النووي ﵀: «فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوت به حقًا، ولا يختل به قتاله ولا غيره من مهمات غزوه، ومعناه: المباعدة عن النار، والمعافاة منها، والخريف السنة، والمراد به سبعين سنة» (٤)، وسمعت شيخنا ابن باز ﵀ يقول: «وهذا الحديث حمله قوم على الجهاد، وهو ظاهر كلام المؤلف، إذا لم يشق عليهم، وقال قوم: هذا الحديث في سبيل الله: أي في طاعة الله» (٥) (٦).
_________
(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الصوم في سبيل الله، برقم ٢٨٤٠، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق، برقم ١١٥٣.
(٢) الترمذي، كتاب فضائل، الجهاد، باب فضل الصوم في سبيل الله، برقم ١٦٢٤،وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي،٢/ ٢٢٣: «حسن صحيح»،وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، برقم ٥٦٣.
(٣) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٣/ ٢١٧.
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم، ٨/ ٢٨١،وانظر: فتح الباري لابن حجر،٦/ ٤٨.
(٥) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ٢٨٤٠.
(٦) انظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن، ٥/ ٣٨٧.
1 / 13
٩ - الصوم وصية النبي ﷺ، ولا مثل له، ولا عدل؛ لحديث أبي أمامة ﵁، قال: قلت: يا رسول الله: مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: «عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له»، وفي لفظ: أن أبا أمامة سأل رسول الله ﷺ: أي العمل أفضل؟ قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له»، وفي رواية أنه ﵁ قال: قلت: يا رسول الله مُرْني بعملٍ، قال: «عليك بالصوم فإنه لا عِدْل له»، قلت: يا رسول الله مرني بعملٍ، قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له» (١)، وفي لفظ ابن حبان في صحيحه: قال أبو أمامة: أنشأ رسول الله ﷺ جيشًا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادعُ الله لي بالشهادة، قال: «اللهم سلِّمهم وغنِّمهم»، فغزونا فسلمنا وغنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاث مرات، قال: ثم أتيته فقلت: يا رسول الله إني أتيتك تترى ثلاث مرات أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة، فقلت: «اللهم سلِّمهم وغنِّمهم»، فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله، فمرني بعَمَلٍ أدخلُ به الجنة، فقال: «عليك بالصوم؛ فإنه لا مِثْلَ لهُ»، فكان أبو أمامة لا يُرَى في بيته الدُّخانُ نهارًا، إلا إذا نزل بهم ضيفٌ، فإذا رأوا الدخان نهارًا، عرفوا أنه قد اعتراهم ضيفٌ» (٢).
_________
(١) أخرجه النسائي، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصيام، برقم ٢٢٢٠، ٢٢٢١، ٢٢٢٢، ٢٢٢٣، وصححه الألباني في صحيح النسائي بجميع رواياته، ٢/ ١٢٢، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ١٩٣٧، وفي صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٨٠.
(٢) صحيح ابن حبان، كتاب الصوم، باب ذكر البيان بأن الصوم لا يعدله شيء من الطاعات، برقم ٣٤٢٥، وقال شعيب الأرنؤوط: «إسناده صحيح على شرط مسلم»، وهو عند أحمد، ٥/ ٢٥٥، والطبراني برقم ٤٧٦٣، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٨٠.
1 / 14
١٠ - الصوم يدخل الجنة من باب الريان؛ لحديث سهل بن سعد ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن في الجنة بابًا يُقالُ له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؛ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرُهم، فإذا دخل آخرهم أُغلق فلم يدخل منه أحد» (١)،وفي رواية: «في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمَّى الريان لا يدخله إلا الصائمون» (٢).
وعن أبي هريرة ﵁: أن رسول الله ﷺ قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نُوديَ من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعيَ من باب الريَّان، ومن كان من أهل الصدقة دُعيَ من باب الصدقة»، فقال أبو بكر ﵁: بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله؛ ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعَى أحدٌ من تلك الأبواب كلِّها؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم» (٣)، وفي لفظ للبخاري: «من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة: كلُّ
_________
(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الريان للصائمين، برقم ١٨٩٦، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام، برقم ١١٥٢.
(٢) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة أبواب الجنة، برقم ٣٢٥٧.
(٣) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الريَّان للصائمين، برقم ١٨٩٦، ومسلم، كتاب الزكاة، باب من جمع الصدقة وأعمال البر، برقم ٥٨ - (١٠٢٧).
1 / 15
خزنةِ بابٍ: أي فُل، هَلُمَّ ...» (١) وفي لفظ للبخاري أيضًا: «من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله ...» (٢).
١١ - الصيام من أول الخصال التي تُدْخِلُ الجنةَ؛ لحديث أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ:
«من أصبح اليوم منكم صائمًا؟»،قال أبو بكر: أنا. قال:
«فمن اتَّبع منكم اليوم جنازة؟»،قال أبو بكر: أنا. قال:
«فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟»،قال أبو بكر: أنا. قال:
«فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟»،قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله ﷺ: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» (٣). ولفظ البخاري في الأدب المفرد: «ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة» (٤).
١٢ - الصيام كفارة للذنوب؛ لحديث حذيفة ﵁، عن النبي ﷺ: «فتنة الرجل في أهله، وماله، وولده، وجاره، تكفِّرها: الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر، والنهي»،وفي لفظ: «والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (٥) وهذا من نعم الله تعالى العظيمة أن يكفر ما يقع من المسلم من
_________
(١) البخاري برقم ٢٨٤١.
(٢) البخاري برقم ٣٦٦٦.
(٣) مسلم، كتاب الزكاة، باب فضل من ضمَّ إلى الصدقة غيرها من أنواع البر، برقم ١٠٢٨.
(٤) البخاري في الأدب المفرد، برقم ٥١٥،وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص١٩٥.
(٥) متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة كفارة، برقم ٥٢٥، وكتاب الزكاة، بابٌ: الصدقة تكفر الخطيئة، برقم ١٤٣٥،وكتاب الصوم، بابٌ: الصوم كفَّارة، برقم ١٨٩٥،ومسلم، كتاب الإيمان، باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب، برقم ١٤٤.
1 / 16
الزلل مع أهله، وولده وماله، وجيرانه، بالصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينبغي للمسلم أن يكثر من هذه الخصال، وهذا في الصغائر، أما الكبائر فلا بد فيها على الصحيح من التوبة بشروطها (١).
١٣ - يوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب
١٤ - للصائم فرحتان: فرحة في الدنيا، وفرحة في الآخرة
١٥ - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وقد دلَّ على هذه الفضائل الثلاث حديث أبي هريرة ﵁:قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله تعالى: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة (٢)،وإذا كان يومُ صَوْمِ أحدِكم فلا يرفث (٣) ولا يصخب (٤)،
_________
(١) انظر: فتح الباري، لابن حجر ٦/ ٦٠٥، وسمعت نحو هذا من سماحة شيخنا ابن باز، أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ١٤٣٥.
(٢) الصيام جنة: أي وقاية من النار، وعند أحمد من حديث أبي عبيدة بن الجراح: «الصيام جنة ما لم يخرقها»، زاد الدارمي: «بالغيبة»، فتح الباري، لابن حجر، ٤/ ١٠٤، واختار الإمام النووي: أن معنى الصوم جنة: ستر من الإثم، وستر من النار، وستر من الرفث. [شرح النووي على صحيح مسلم، ٨/ ٢٧٩].
(٣) الرَّفَث: الكلام الفاحش، وهو يطلق على هذا وعلى الجماع، وعلى مقدماته، وعلى ذكره مع النساء، أو مطلقًا: أي ذكره مع النساء وغيرهن. [فتح الباري لابن حجر،٤/ ١٠٤].
(٤) ولا يصخب: الصخب والسخب: الخصام والصياح، والمراد بالنهي هنا تأكيده حالة الصوم، وإلا فغير الصائم منهي عن ذلك أيضًا. [فتح الباري لابن حجر،٤/ ١١٨].
1 / 17
فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتله (١) فليقل: إنِّي امرؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمد بيده! لخلوفُ فم الصائم (٢) أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومه»، وفي لفظ للبخاري: «الصيام جُنَّة، فلا يرفث، ولا يجهل (٣) وإن امرُؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم - مرتين - والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه، وشرابه، وشهوته من أجلى، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها»، وفي لفظ لمسلم: «كلُّ عملِ ابن آدم يُضاعف له: الحسنةُ عشرُ أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله ﷿: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك»، وفي لفظ لمسلم: «... وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» (٤) (٥).
_________
(١) سابّه أحد: أي شتمه، أو قاتله: أي تهيأ لمقاتلته؛ فإنه إذا قال: إني صائم أمكن أن يكف عنه، فإن أصر دفعه بالأخف فالأخفِّ: كالصائل. [فتح الباري لابن حجر، ٤/ ١٠٥].
(٢) خلوف فم الصائم: تغير رائحته بسبب الصيام. [فتح الباري لابن حجر،٤/ ١٠٥].
(٣) ولا يجهل: أي لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل: كالصياح، والسفه، ونحو ذلك، ولا يفهم من هذا أن غير يوم الصوم يباح فيه ما ذكر، وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم. [فتح الباري لابن حجر، ٤/ ١٠٤].
(٤) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب فضل الصوم، برقم ١٨٩٤، وباب هل يقول: إني صائم إذا شتم، برقم ١٩٠٤، ومسلم، كتاب الصيام، باب حفظ اللسان للصائم، برقم ١١٥١، وباب فضل الصيام برقم ١٦٤ - (١١٥١).
(٥) وهذا الحديث يستفاد منه فوائد، منها:
أولًا: أن الصيام لله تعالى، وهو الذي يجازي عليه، والأعمال الصالحة لله تعالى، ولكن الصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله، فلا يدخله الرياء بالفعل، وإن كان قد يدخله الرياء بالقول، كمن يخبر بأنه صائم؛ ولهذا: الصيام سرٌّ بين العبد وربه.
ثانيًا: الصوم صبر على آلام الجوع والعطش، والصابرون يوفَّون أجرهم بغير حساب؛ ولأن الصوم يتضمن كسر النفس.
ثالثًا: محبة الله تعالى للصيام؛ ولهذا خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك.
رابعًا: الصيام سبب للسعادة في الدنيا والآخرة؛ لأن الصائم يدخل عليه السرور عند فطره، وذلك بفرحه بنعمة الله عليه بأن أتم عليه صيامه، وأعانه عليه، ويدخل فيه فرحه بزوال جوعه وعطشه، وكل على حسب حاله، فمنهم من يفرح الفرح المباح بزوال الجوع، ومنهم من يفرح الفرح المستحب بإتمام الصوم والإعانة عليه، ومنهم من يفرح بذلك كله. أما الفرح بالصوم في الآخرة عند لقاء الله تعالى، فهو فرح بما يراه من جزاء الله تعالى وثوابه، وتذكر نعمة الله عليه بتوفيقه لذلك [انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ٨/ ٢٧٧ - ٢٨٠، وفتح الباري لابن حجر، ٤/ ١٠٧ - ١١٠، ٧/ ١١٨].
1 / 18
١٦ - الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة؛ لحديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله ﷺ قال: «الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان» (١).
١٧ - الصوم يزيل الأحقاد والضغائن والوسوسة من الصدور؛ لحديث الأعرابي الصحابي، وحديث ابن عباس ﵃،عن النبي ﷺ أنه قال: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ: يذهبن وحر الصدر» (٢) (٣).
_________
(١) أحمد في المسند، ٢/ ١٧٤، والحاكم، ١/ ٥٥٤، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب،
١/ ٥٧٩: «حسن صحيح».
(٢) أما حديث الأعرابي الصحابي، فأخرجه أحمد، ٣٨/ ١٦٨، برقم ٣٠٧٠، ورقم ٢٣٠٧٧، و٣٤/ ٢٤٠، برقم ٢٠٧٣٧، وقال محققو المسند: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين غير صحابيه. وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار، برقم ١٠٥٧،وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب،١/ ٥٩٩: «حسن صحيح».
(٣) وحر الصدر: غشه، وحقده، ووساوسه. [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ٥/ ١٦٠].
1 / 19
١٨ - الصوم باب من أبواب الخير؛ لحديث معاذ بن جبل ﵁، أن النبي ﷺ قال له: «ألا أدلُّك أبواب الخير» قلت: بلى يا رسول الله: قال: «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل»، ثم تلا: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾، حتى بلغ يعملون» (١) (٢).
١٩ - من خُتِمَ له بصيام يومٍ يريد به وجه الله أدخله الله الجنة؛ لحديث حذيفة ﵁ قال: أسندتُ النبي ﷺ إلى صدري فقال: «من قال: لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتِمَ له بها دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتِمَ له بها (٣) دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِمَ له بها دخل الجنة» (٤).
وعن عبد الله بن مسعود ﵁ في حديث القدر عن النبي ﷺ وفيه: «..... وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخُلُها» (٥)، وفي
_________
(١) سورة السجدة، الآيتان: ١٦ - ١٧.
(٢) الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، برقم ٢٦١٦، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٧٨: «صحيح لغيره».
(٣) هكذا ختم له بها في الأصول التي اطلعت عليها. مسند أحمد ٥/ ٣٩١، والمحقق ٣٨/ ٣٥٠، برقم ٢٣٣٢٤.
(٤) أحمد، ٥/ ٣٩١، وفي المحقق ٣٨/ ٣٥٠، برقم ٢٣٣٢٤، وقال محققو المسند: «صحيح لغيره»، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ١/ ٥٧٩.
(٥) مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، وكتابة رزقه وأجله، وعمله، وشقاوته، وسعادته، برقم ٢٦٤٣.
1 / 20