ضيعت في العير ضلالًا مهركا ... فسوف تأتي بالهوان أهلكا وقبل هذا ما خدعت الأنوكا ... فلم يزل كميش في انتظاره حتى أمسى، فانصرف إلى أهله، وقال في نفسه: إن سألني أخي عن الفرس أقول: تحول ناقة، فلما رآه أخوه، قال: أين الفرس؟ قال: تحول ناقة، فعلم أنه خدع فجعل يوجعه ضربًا، فقال له قنفذ بن جعونة: اله عما فاتك " فإن أنفك منك وإن كان أجدع ".
وقدم قراد بالفرس على أهله وقال في ذلك:
رأيت كميشًا نوكه لي نافع ... ولم أر نوكًا قبل ذلك ينفع
يؤمل عيرًا من نضار وعسجد ... وهل كان في عير كذلك مطمع
وقلت له أمسك قلوصي ولا ترم ... خداعًا له مني وذو الكيد يخدع
فأصبح يرمي الخافقين بطرفه ... واصبح تحتي ذو أفانين جرشع ٧٢؟ باب عجب الرجل برهطه وعترته
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا " كل فتاة بأبيها معجبة " قال: وهذا المثل يرويه بعضهم للأغلب العجلي في شعر له، وقال بعضهم: هذا المثل لامرأة من بني سعد يقال لها العجفاء بنت علقمة.
ع: المشهور فيه أنه للأغلب العجلي، وقبله:
فانصرفت وهي حصان مغضبه ... ورفعت من صوتها هيا أبه " كل فتاةٍ بأبيها معجبه " ... قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هذا " زين في عين والدٍ ولده ".