203

Fasl Maqal

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

Baare

إحسان عباس

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٧١ م

Goobta Daabacaadda

بيروت -لبنان

هززتكم لو أن فيكم مهزة ... وذكرت ذا التأنيث فاستنوق الجمل ع: هذا الشاعر الذي لم يذكر اسمه هو المسيب بن علس، وقيل هو الملتمس، أنشد شعره الذي يقول فيه (١):
وقد أتناسى الهم عند احتضاره ... بناجٍ عليه الصيعرية مكدم وذلك عند عمرو بن هند، فقال طرفة " استنوق الجمل " لأن الصيعرية سمة لا تكون إلا للإناث خاصة.
وأما قول الكميت " وذكرت ذا التأنيث فاستنوق الجمل ": قيل إنما كان (٢) حد الكلام وصوابه أن يقول: وأنثت ذا التذكير فاستنوق الجمل، أو يقول: وذكرت ذا التأنيث فاستجملت الناقة، ولم أر لأحد فيه شيئًا إلا لأبي الحسن بن سيده فإنه قال في بعض كتبه: هذا على القلب، أراد: فاستجملت الناقة، فقلب. ولم ينسب هذا القول إلى أحد، وهذا ليس بشيء، لأن هذا الشعر قاله الكميت يمدح مسلمة بن هشام بن عبد الملك ويهجو خالد بن عبد الله القسري، يقول بعد البيت:
وقرظتكم لو أن تقريظ مادحٍ ... يواري عوارًا من أديمكم النغل (٣)
غسلنا وجوهًا من بجيلة لاصق ... (٤) بها حمم لم ينقها قبله الغسل وإنما أراد أن تقريظه ومديحه لم يغن عنهم شيئًا ولا وارى عوارًا ولا أنقى ذكرانًا ولا ذكر مؤنثًا بل زادهم استئناثًا وأنث ذكرانًا، وفيها يقول (٥):

(١) انظر ديوان المسيب: ٣٥٩ وهو في شعر المتلمس أيضًا في التاج واللسان، وفي الأغاني ٢١: ١٣٢.
(٢) ط: يكون.
(٣) النغل: فساد الأديم في دباغه.
(٤) ط: غسل.
(٥) ط: يقول الشاعر.

1 / 191