وجاء في قوله تعالى: {يزيد في الخلق ما يشاء}: هو الصوت الحسن.
وسئل ذو النون عن السماع فقال: وارد حق يزعج القلوب إلى الحق. وسئل عن الصوت الطيب فقال: مخاطبات وإشارات أودعها الله تعالى كل طيب.
ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ترنم يوما في منزله، فقيل له في ذلك، فقال: أنا إذا خلونا ترنمنا كعادة الناس. وقال: الغناء زاد المسافر.
وكان عبد الله بن جعفر مولعا بالسماع.
قيل للزهري: تكره السماع؟ فقال: نعم، إذا كان غير طيب، وإنما المنكر اللعب واللهو في السماع.
ولما حدا ابن رواحة في بعض طرق المدينة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : (رفقا بالقوارير) أي رفقا بالنساء لئلا يفتتن بصوتك.
وكان داود عليه السلام حسن الصوت بالنياحة على خطيئته، وكان لما يتلو الزبور يجتمع عليه الجن والإنس والطير والوحش.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: (لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود).
وقال أفلاطون: لذات الدنيا أربع: الطعام والشراب والجماع والسماع.
وأنت ترى أهل كل صناعة متعبة كالقصار والعتال يستخرجون لأنفسهم ألحانا يخففون بها عن أنفسهم، وترى الطفل إذا بكى سكن بالحداء، والإبل تطوي الفلاة بالحداء.
Bogga 316