Qaybta Sheegaysa In Diinta Anbiyadu Ay Mid Tahay

Ibn Taymiyya d. 728 AH

Qaybta Sheegaysa In Diinta Anbiyadu Ay Mid Tahay

فصل في أن دين الأنبياء واحد

فصل في أن دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة

Bogga 282

فصل

قوله صلى الله عليه وسلم إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد

قال تعالى

﴿يا أيها الرسل كلوا من الطيبات

إلى قوله

﴿وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون

سورة المؤمنون 51 52 أي ملتكم ملة واحدة كقوله

﴿إنا وجدنا آباءنا على أمة

( سورة الزخرف 22 23 ) أي على ملة وقال

﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك

الآية ( سورة الشورى 13 )

Bogga 283

فدين الأنبياء واحد وهو دين الإسلام لأن بعض الشرائع تتنوع فقد يشرع في وقت أمرا لحكمة ثم يشرع في وقت آخر أمرا آخر لحكمة كما شرع في أول الإسلام الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك وأمر بالصلاة إلى الكعبة فتنوعت الشريعة والدين واحد وكان استقبال الشام من ذلك الوقت من دين الإسلام وكذلك السبت لموسى من دين الإسلام ثم لما صار دين الإسلام هو الناسخ وهو الصلاة إلى الكعبة فمن تمسك بالمنسوخ فليس على دين الإسلام ولا هو من الأنبياء

ومن ترك شرع الأنبياء وابتدع شرعا فشرعه باطل لا يجوز اتباعه كما قال

﴿أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله

سورة الشورى 21 ولهذا كفرت اليهود والنصارى لأنهم تمسكوا بشرع منسوخ

والله أوجب على جميع الخلق أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ومحمد خاتم الرسل فعلى جميع الخلق اتباعه واتباع ما شرعه من الدين هو ما أتى به من الكتاب والسنة

Bogga 284