فصل في أن دين الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة
Bogga 282
فصل
قوله صلى الله عليه وسلم إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد
قال تعالى
ﵟيا أيها الرسل كلوا من الطيباتﵞ
إلى قوله
ﵟوإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقونﵞ
سورة المؤمنون 51 52 أي ملتكم ملة واحدة كقوله
ﵟإنا وجدنا آباءنا على أمةﵞ
( سورة الزخرف 22 23 ) أي على ملة وقال
ﵟشرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليكﵞ
الآية ( سورة الشورى 13 )
Bogga 283
فدين الأنبياء واحد وهو دين الإسلام لأن بعض الشرائع تتنوع فقد يشرع في وقت أمرا لحكمة ثم يشرع في وقت آخر أمرا آخر لحكمة كما شرع في أول الإسلام الصلاة إلى بيت المقدس ثم نسخ ذلك وأمر بالصلاة إلى الكعبة فتنوعت الشريعة والدين واحد وكان استقبال الشام من ذلك الوقت من دين الإسلام وكذلك السبت لموسى من دين الإسلام ثم لما صار دين الإسلام هو الناسخ وهو الصلاة إلى الكعبة فمن تمسك بالمنسوخ فليس على دين الإسلام ولا هو من الأنبياء
ومن ترك شرع الأنبياء وابتدع شرعا فشرعه باطل لا يجوز اتباعه كما قال
ﵟأم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللهﵞ
سورة الشورى 21 ولهذا كفرت اليهود والنصارى لأنهم تمسكوا بشرع منسوخ
والله أوجب على جميع الخلق أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله ومحمد خاتم الرسل فعلى جميع الخلق اتباعه واتباع ما شرعه من الدين هو ما أتى به من الكتاب والسنة
Bogga 284